76

الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي

الرد القوي على الرفاعي والمجهول وابن علوي وبيان أخطائهم في المولد النبوي

Издатель

دار اللواء للنشر والتوزيع-الرياض

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

فجوابه أن يقال: لم يذكر عن أحد من شعراء الصحابة ﵃ أنه كان يتقرب إلى النبي ﷺ بإنشاد القصائد في ليلة مولده، وإنما كان إنشادهم في الغالب عند وقوع الفتوح، والظفر بالأعداء. وكان إنشاد كعب بن زهير ﵁ لقصيدته المشهورة حين قدم على النبي ﷺ وبايعه على الإسلام، وعلى هذا فليس في إنشاد كعب بن زهير وحسان بن ثابت وغيرهما من شعراء الصحابة ﵃ بين يدي النبي ﷺ ما يتعلق به الرفاعي في تأييد بدعة المولد. وأما قول الرفاعي: فإذا كان يرضى عمن مدحه فكيف لا يرضى عمن جمع شمائله أو تلاه أو جمع الناس للاستماع إليه؟، ففي ذلك كل التقرب والتحبب إليه باستجلاب محبته ورضاه ﷺ. فجوابه أن يقال إن الاحتفال بالمولد ليس من هدي النبي ﷺ ولا من عمل أصحابه ﵃ وإنما هو بدعة محدثة في الإسلام، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «وشر الأمور محدثاتها»، وثبت عنه أيضًا أنه قال: «كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار»، وثبت عنه أيضًا أنه قال: «من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد»، وما كان بهذه المثابة فإن النبي ﷺ لا يحبه، ولا يرضاه، ولا يحب أهله، ولا يرضى عنهم، ولا عن محدثاتهم، ولا شك أن الإصرار على فعل البدع يجلب البغض، والمقت، والسخط، والبعد من الله تعالى ومن رسوله ﷺ، وقد ثبت عن النبي ﷺ أنه قال: «من رغب عن سنتي فليس مني» رواه الإمام أحمد،

1 / 79