Позиции ученых в разные эпохи в призыве к Аллаху

Саид бин Вахф аль-Кахтани d. 1440 AH
9

Позиции ученых в разные эпохи в призыве к Аллаху

مواقف العلماء عبر العصور في الدعوة إلى الله تعالى

Издатель

مطبعة سفير

Место издания

الرياض

Жанры

سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ (١). ثم أعادها مرارًا فضح الناس بالبكاء والنحيب والتوبة، والإنابة، وقال: استغفروا ربكم، وتوبوا إليه، وتقربوا بالأعمال الصالحات لديه، فجأروا بالدعاء والتضرع، وخطب فأبلغ، فلم ينفض القوم حتى نزل غيث عظيم (٢). وأخبار هذا القاضي كثيرة حسنة جدًا، ومنها: أنه استسقى مرّةً فقام يهتف بالخلق: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ﴾ (٣). فهذا الموقف من أعظم المواقف الإيمانية الحكيمة؛ لأن الداعية إذا صدق مع اللَّه – تعالى – وتأثر بما يدعو إليه، تأثر الناس في الغالب؛ ولهذا صدق منذر ففتح اللَّه له قلوب الناس، واستجاب اللَّه لهم فأنزل عليهم الغيث بفضله وكرمه. فحري بالدعاة إلى اللَّه – تعالى – أن يسلكوا مسالك الحكمة في دعوتهم إلى اللَّه تعالى.

(١) سورة الأنعام، الآية: ٥٤. (٢) انظر: الكامل لابن الأثير، ٧/ ٨٢، وسير أعلام النبلاء، ٦/ ١٧٦، والبداية والنهاية، ١١/ ٢٨٩. (٣) سورة فاطر، الآيتان: ١٥ – ١٦.

1 / 10