عنه؟ أو أنه خادع المسلمين فيعمله والخلفاء في بيعته؟ وهل أنه قال كلامًا لا يعتقد فيه وعمل عملًا لا يؤمن به؟ أحقًا أن الشيعة تحب " عليًا " وهي التي نسبت إليه مثل هذه الأمور؟ أو أنها سلكت هذا الطريق الشائك حتى تثبت حقها في استلام السلطة وتأسيس الدولة ولو أدى ذلك إلى التضحية بسمعة " علي " وجلالة قدره وعظمة نفسه وعلو مقامه؟
رابعًا - أقوال الإمام " علي " في الخلفاء الراشدين:
ولنستمع إلى الإمام " علي " وهو يتحدث عن الخليفة " عمر بن الخطاب "؟ لله بلاء عمر فقد قوَّم الأمد وداوى العمد خلف الفتنة وأقام السنة، ذهب نقي الثوب قليل العيب، أصاب خيرها وسبق شرها، أدى إلى الله طاعته واتقاها بحقه، رحل وتركهم في طريق متشعبة لا يهتدي فيها الضالّ ولا يستيقن المهتدي (١) ...؟ ومرة أخرى يخاطب الخليفة عندما استشاره في الخروج إلى غزو الروم بنفسه:؟ إنك إن تسر إلى هذا العدو بنفسك فتلقهم بشخصك فتنكب، لا تكن للمسلمين كانفة دون أقصى بلادهم وليس بعدك مرجع يرجعون إليه فابعث إليهم رجلًا مجربًا واحفز معه أهل البلاء والنصيحة فإن أظهر الله فذاك ما تحب وإن تكن الأخرى كنت رداءً للناس ومثابة للمسلمين (٢) ......؟ ويستشير الخليفة " عمر بن الخطاب " عليًا بن أبي طالب " مرةً أخرى لقتال الفرس بنفسه فينصح الإمام الخليفة بعدم الخروج ويقول له:؟ والعرب اليوم وإن كانوا قليلًا فهم كثيرون بالإسلام وعزيزون بالاجتماع، فكن قطبًا واستدر الرحى بالعرب وأصلهم دونك نار الحرب ....... إن الأعاجم إن ينظروا غدًا يقولوا: هذا أصل العرب فإذا قطعتموه استرحتم فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك وطمعهم فيك ..... وأما ما ذكرت
_________
(١) - نهج البلاغة ج٢ ص٢٢٢
(٢) - نهج البلاغة ج٢ ص٢٨
1 / 39