الشيعة والتصحيح

Муса аль-Мусави d. 1395 AH
148

الشيعة والتصحيح

الشيعة والتصحيح

Жанры

الإلهية وهكذا الآجال الحتمية والمقدرة والقدر الذي يدفعه الحذر والبلاء الذي تدفعه الصدقات وما إلى ذلك من كلام يعرفه أهل العلم والفضيلة وكل من ألمَّ بالصراع الفكري بين الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم من مفكري الإسلام كما أن بعض أعلام الشيعة وجد الحل للخروج من مأزق البداء بالتفصيل بين النسخ التشريعي والنسخ التكويني وقال: إن البداء هو النسخ في التكوين ولست أدري أن الذين كتبوا في البداء هل وجدوا في الآية الكريمة؟ يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (١) ...؟ حلًا لتلك المعضلة إن كانت معضلة أم لا؟ ومهما يكن من أمر فإن الذين كتبوا وألَّفوا في البداء لم يضيفوا إلا أوهامًا على أوهام وسفسطة إلى سفسطة ولو أنهم وجدوا حل المعضلة بالآية الكريمة التي أسلفناها لكان لهم خير طريق للخروج من مأزق وضعوا أنفسهم فيه ولم ينته الأمر بهم للخروج منه إلى الطعن في سلطان الله وأنه تعالى كان يريد شيئًا ثم بدا له غيره. التصحيح لقد قلنا ونؤكد أن القواعد الشيعية لن تواجه مشكلة فكرية باسم البداء وحتى مع قراءتها للجملة التي أشرنا إليها فهي تمر عليها مرّ الكرام ولا تعيرها اهتمامًا لما فيها من إبهام وغموض ولكن الذي لا شك فيه أن الفكرة وردت في أكثر من مكان والشيعة تتداول العبارة في كل صباح ومساء عندما تذهب للسلام على الإمامين في " سر من رأى " ولا شك أيضًا انه لم يحدث قط حتى هذا اليوم أن مرجعًا من مراجع الشيعة أو عالمًا من علمائها أمر بحذف هذه الجملة من كتب الزيارات التي تربو على العشرات من المجلدات كما أنه لم توجد فئة من أعلامنا تستنكر هذه الجملة إجمالًا أو تفصيلًا بالعلن والجهار ولا شك أيضًا أن فكرة البداء من الأفكار الموضوعة والعبارة أيضًا من الموضوعات التي نسبت إلى الأئمة وأدخلت في الكلام الذي يقال أمام قبري الإمام العاشر والحادي عشر ويعود وضعه على وجه التأكيد إلى عهد الصراع الأول بين الشيعة والتشيع كما أثبتناه قبل قليل ومن هنا نؤكد مرةً أخرى إلى غربلة كل الموروثات التي ورثناها من الماضي وأدخلت في العقيدة الشيعية سواء أكانت فيها انتقاص في حق الله تعالى أو في حق رسوله أو خلفائه أو أئمة الشيعة الذين هم أئمة المسلمين أيضًا وهنا نصل أيضًا إلى نتيجة بالغة الخطورة وهي أن الذين كانوا وراء الصراع بين الشيعة والتشيع لم يتورعوا في سبيل نياتهم

(١) - الرعد٣٨

1 / 150