هذه الكتب بالمعاجم والفهارس تمامًا كما فعلوا في معاجم ألفاظ القرآن الكريم، إلى أن وصل الأمر في النهاية إلى وضع منهج مستقل لهذا العلم - علم تخريج الأحاديث - واستقلاله بالبحث كبقية علوم السنة، وهو بحق يعد أحدث علم فيها.
والحديث عن هذا العلم ينتظم في عدة نقاط:
معنى التخريج، أهميته وفائدته وحاجة المسلمين إليه، نشأته وأطواره، ما يصلح للتخريج من الكتب وما لا يصلح، وطريقة التخريج والمراحل التي يمر بها الباحث عند تخريج الحديث.
معنى التخريج:
التخريج والإخراج بمعنى واحد ويراد به في اللغة: الإبراز أو الإظهار (١) . ومنه قوله تعالى: ﴿كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ﴾ [الفتح: ٢٩]، أي كمثل زرع أبرز وأظهر فراخه ويراد به معرفة موضع الخروج الذي هو نقيض الدخول (٢) ومنه قول المحدثين: هذا حديث عرف مخرجه أي موضع خروجه، وهو رواة إسناده الذين خرج الحديث عن طريقهم (٣) .
وفي اصطلاح المحدّثين هو قريب من هذا المعنى:
١ – فهو بمعنى إبراز الحديث وإظهاره للناس، ومنه قول ابن الصلاح
(١) راجع " لسان العرب "، ٢ / ٢٤٩ " المعجم الوسيط "، ص ٢٢٤.
(٢) " لسان العرب "، ٢/٢٤٩.
(٣) " أصول التخريج "، د / محمود الطحان، ص ١٠.