Роль контекстных подсказок в грамматических принципах и синтаксическом направлении в книге Сибавейхи

Ихаб Салама d. Unknown
88

Роль контекстных подсказок в грамматических принципах и синтаксическом направлении в книге Сибавейхи

قرينة السياق ودورها في التقعيد النحوي والتوجيه الإعرابي في كتاب سيبويه

Жанры

أي أَنَّ الإفادة مرتبطة بحسن السكوت. وأظنُّ أَنَّ حسن السكوت مرتبط بالمُتَكَلِّم والمخاطب معا فالجملة المفيدة تكتمل عند المخاطب والمُتَكَلِّم في اللحظة التي يشعران فيها أَنَّهما يستطيعان السكوت عندها، فالمُتَكَلِّم يسكت لأنَّهُ أوصل المعنى الذي يريده، والمخاطب يسكت لأنَّهُ فهم المعنى وحصَّلَ الفائدة من الجملة. وما أجمل تعليق الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد على هذا التعريف حيث قال: «الإفادة مصدر أفاد، والمراد بها إفهام معنى من اللفظ يحسن السكوت عليه من المُتَكَلِّم أو من السامع أو من كل منهما» (١). ويُبرزُ سيبويه جانبًا آخر من جوانب اهتمامه بالمُتَكَلِّم هذا الجانب هو «إرادة المُتَكَلِّم ومشيئته»، فقد حرص سيبويه على إبراز إرادة المُتَكَلِّم ودورها في اختيار التراكيب النحوِيَّة والصيغ الصَّرْفِيَّة الملائمة للموقف الذي يُتكلم فيه، وكثيرا ما قرأنا عبارتيه المشهورتين هاتين «إِنْ أردتَ» و«إِنْ شئت»، وقد أحصى الباحث ما يقرب من خمسمائة وسبعة وأربعين موضعا) ٥٤٧ (تحدَّث فيها عن هذه الإرادة. ونضرب هنا أمثلة توضح ما نتحدث عنه: أيقول سيبويه في أحد أبواب الكتاب عنونه بـ «باب تخبر فيه عن النّكرِة بنكرة»: «وذلك قولك: ما كان أحدٌ مثلَك، وما كان أحدٌ خيرًا منك، وما كان أحدٌ مجترِئا عليك. وإنّما حَسُنَ الإخبارُ ههنا عن النكرة حيث أردتَ أَنْ تَنفِىَ أَنْ يكون في مثل حاله شئٌ أو فوقه، ولأَنَّ المخاطَبَ قد يحتاج إلى أَنْ تُعْلِمهَ مثلَ هذا») (٢). نعلم أَنَّ الجملة الاسمِيَّة تبدأ في الغالب باسم معرفة، يكون بمثابة نقطة لقاء معرفيَّة مشتركة بين المُتَكَلِّم والمخاطب، يبني عليها المُتَكَلِّم فائدة للمخاطب أو السامع، ولكن قد تتَّجه إرادة المُتَكَلِّم إلى بدأ الجملة الاسمِيَّة بـ «نكرة» ووضع هذه النكرة في سياق نفي لكي يدلَّ على أَنَّ هذا المبتدأ النكرة

(١) محمد محيي الدين عبد الحميد: تنقيح الأزهرية، المكتبة التجارية الكبرى، القاهرة، ط ١١،) ١٣٨٦ هـ ــ ١٩٦٧ م (، ص ٥، وللباحث تعليق على هذا التفسير من الشيخ الجليل، حيث إِنَّ الشيخ أفرد المُتَكَلِّم مَرَّة والمخاطب مَرَّة عند تحديد الفائدة، وفي الحاشية ذات الرَّقْم ٣ من الصفحة ٥ يرجِّح أن الأصوب أن المُتَكَلِّم هو الذي يعتبر حسن سكوته دليلا على الفائدة، ويدلل على ذلك بقوله: «...؛ لأنهم اتفقوا على أن التكلم صفة المُتَكَلِّم، وعلى أنَّ السكوت خلاف التكلم؛ فينبغي أن يكون السكوت صفة من التكلم». والباحثُ يظنُّ أنَّ إفراد المُتَكَلِّم بمفرده أو المخاطب بمفرده في تحديد إفادة الجملة غير دقيق، والأفضل أنْ يقال مباشرة أنَّ المُتَكَلِّم والمخاطب شريكان في حسن السكوت، فالمُتَكَلِّم لن يسكت وهو يشك في أنَّ كلامه ناقص المعنى، والمخاطب لن يسكت إذا لم يفهم المعنى. (٢) سيبويه: الكتاب، ١/ ٥٤

1 / 94