248

Риторическая система между теорией и практикой

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

Издатель

دار الطباعة المحمدية القاهرة

Номер издания

الأولى ١٤٠٣ هـ

Год публикации

١٩٨٣ م

Место издания

مصر

Жанры

قول حاتم الطائي: ولله صعلوك يساور همه ... ويمضي على الأحداث والدهر مقدما. فتى طلبات لا يرى الخمص ترحة ... ولا شبعة، إن نالها عد مغنما. إذا ما رأى يوما مكارم أعرضت ... تيمم كبراهن ثمت صممًا. يرى رمحه، أو نبله، ومجشه ... وذا شطب عضب الضريبة مخذما. وأحناء عمرج قاتر ولجامه ... عتاد أخي هيجًا وطرفًا مسوما. فذلك - إن يهلك - فحسنى ثناؤه ... وإن عاش لم يقعد ضعيفًا مذمما. فقد وصف الصعلوك بصفات هي: أنه يصارع الأحداث في عزم يفل ذوائب الدهر، وأنه ذو رغائب عالية، وأهداف سامية، فلا يعد الشبع مغنمًا ولا الجوع مغرمًا، وأنه يتخير من المكارم أعلاها وأسماها ثم يمضي إليها في عزيمة قوية لا تردد فيها ولا ترجع عنها، وأنه يرى عتاده في الحرب فرسًا كريمًا مسرجًا ملجمًا، ورمحًا أو نبلًا ومجنًا وسيفًا قاطعًا ثم أشار إليه "بذلك" لينبه إلى أنه - من أجل تلك الأوصاف - جدير "بأن يذكر بالثناء العاطر إذا مات، وأن يبقى عزيزًا كريمًا إذا عاش. ومثله قول عروة بن الورد (١). ولله صعلوك صحيفة وجهه ... كضوء شهاب القابس المتنور.

(١) تاريخ الأدب العربي (العصر الجاهلي)، ص ٣٨٦، والكامل للمبرد، ج ١ ص ٧٨.

1 / 251