187

Риторическая система между теорией и практикой

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

Издатель

دار الطباعة المحمدية القاهرة

Номер издания

الأولى ١٤٠٣ هـ

Год публикации

١٩٨٣ م

Место издания

مصر

Жанры

ولهذا فإن المتأخرين قد قاموا بهذه المهمة خير قيام، فبينوا لنا الأغراض البلاغية لحذف المسند إليه على النحو التالي: ١ - الاحتراز عن العبث في ذكره بناء على الظاهر، الدلالة القرينة عليه: وذلك كقولك لمن يستشرف الهلال: "الهلال والله" أي: هذا الهلال والله، فلو صرحت بذكر المسند إليه لكان ذكره عبثًا في الظاهر، بمعنى أنه لا يظهر له فائدة. ومنه قولك: "حضر الجلسة" تريد الرئيس، إذا كان هناك قرينة قائمة على أن الرئيس قد حضرها. ومنه قول الله تعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ﴾ أي: هي نار. وإنما كان العبث في الظاهر لأن الحقيقة أنه لا عبث في ذكره - وإن قامت عليه القرائن - لأن المسند إليه أعظم ركني الإسناد، لأنه هو المحكوم عليه، فلا يكتفي فيه بالقرينة، بل ينبغي - مع ذلك - أن ينص عليه اهتمامًا بأمره. ٢ - ضيق المقام بسبب مرض أو ضجر، كما في قول الشاعر: قال لي: كيف أنت؟ قلت: عليل ... سهر دائم، وحزن طويل والتقدير: أنا عليل، وحالي سهر دائم. وقد حذف المسند إليه في شطري البيت لضيق المقام. ومن الحذف لضيق الصدر، قوله تعالى: ﴿فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ﴾؛ أي: أنا عجوز، فحذفت المسند إليه لما تحسه من ضيق

1 / 190