Риторическая система между теорией и практикой

Хасан Исмаил Абдель Разек d. 1429 AH
150

Риторическая система между теорией и практикой

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

Издатель

دار الطباعة المحمدية القاهرة

Номер издания

الأولى ١٤٠٣ هـ

Год публикации

١٩٨٣ م

Место издания

مصر

Жанры

وقال الله تعالى: ﴿وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾ (١)، فقد أسند إخراج الأثقال إلى الأرض، لأنها مكان الإخراج، والفاعل الحقيقي لهذا الإخراج هو الله تعالى فهو مجاز عقلي علاقته المكانية. ٦ - السببية: وهي: أن يسند للفعل إلى سببه: ومن أمثلتهم لهذه العلاقة قولهم: "محبتك جاءت بي إليك، فالمحبة لم تجيء بك، وإنما أنت الذي جئت بسبب هذه المحبة، فإسناد المجيء إلى المحبة مجاز عقلي علاقته السببية. قال الله تعالى: ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ﴾ (٢) فأسند التدبيح إلى فرعون، وليس فاعلًا حقيقيًا له، وإنما هو آمر فقط بالتدبيح، فهو سبب فيه، ولهذا فإن الإسناد مجاز عقلي علاقته السببية. وقال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَهُمْ نَذِيرٌ مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا﴾ (٣) فأسند زيادة النفور إلى النذير وليس فاعلًا حقيقيًا له، فهو مجاز عقلي علاقته السببية. ومنه قوله تعالى: ﴿وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا﴾ (٤) أسند زيادة الإيمان إلى الآيات لأنها سبب فيها. ومنه قول أبي الطيب: وتحيى له المال الصوارم والقنا ... ويقتل ما تحيي التبسم والجدا

(١) ... الزلزلة: ٢. (٢) ... القصص: ٤. (٣) ... فاطر: ٤٢. (٤) ... الأنفال: ٣.

1 / 153