Риторическая система между теорией и практикой

Хасан Исмаил Абдель Разек d. 1429 AH
132

Риторическая система между теорией и практикой

النظم البلاغي بين النظرية والتطبيق

Издатель

دار الطباعة المحمدية القاهرة

Номер издания

الأولى ١٤٠٣ هـ

Год публикации

١٩٨٣ م

Место издания

مصر

Жанры

والنهي عن الشعور الزائد بالغربة قبل الثانية، والأمر بإحسان تعاهد النفس قبل الثالثة - تطلع المخاطب إلى معرفة الخبر، فنزل منزلة السائل المتردد، وأكد له الكلام بتأكيد واحد في كل جملة من الجمل الثلاثة - كما رأيت - وقد جعل البلاغيون قصة بشار مع أبي عمرو بن العلاء وخلف الأحمر، أصلا في هذا الباب. فقد روي عن الأصمعي أنه قال: كان أبو عمرو بن العلاء، وخلف الأحمر يأتيان بشارًا فيسلمان عليه بغاية الاعظام. ثم يقولان: يا أبا معاذ، ماذا أحدثت؟ فيخبرهما. وينشدهما" ويكتبان عنه متواضعين له، حتى يأتي وقت الزوال، ثم ينصرفان، فأتياه يومًا، فقالا: ما هذه القصيدة التي أحدثتها في ابن قتيبة؟ قال: هي التي بلغتكما، قالا بلغنا أنك أكثرت فيها من الغريب، قال: نعم: إن ابن قتيبة يتباصر بالغريب، فأحببت أن أورد عليه ما لا يعرف قالا: فأنشدناها يا أبا معاذ فأنشدهما: بكرا - صاحبي - قبل الهجير ... إن ذاك النجاح في التبكير حتى فرغ منها، فقال له خلف: لو قلت - يا أبا معاذ - مكان (إن ذاك النجاح) (بكرا فالنجاح) كان أحسن، فقال بشار: إنما بنيتها أعرابية وحشية، فقلت: (إن ذاك النجاح). كما يقول الأعراب البدويون، ولو قلت: (بكرا فالنجاح) كان هذا من كلام المولدين ولا يشبه ذلك الكلام، ولا يدخل في معنى القصيدة، قال: فقام خلف فقبل بين عينيه (١).

(١) ... دلائل الإعجاز ص ١٧٨.

1 / 135