لقد أدْرك المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي هَذَا السِّرّ فِي الْمُسلم فَعمل وبدأب واستمرار وبشتى الْوَسَائِل لتحطيم هَذَا الاستعلاء الإيماني ووأد روح المقاومة عِنْده، هَذَا من جِهَة، وَمن جِهَة أُخْرَى جَاءَ يتسلل تسللًا يُخَادع الْمُسلمين وَيرْفَع لَهُم فَوق حروبه مَعَهم شعارات مُتعَدِّدَة تخفي طَابع غَزوه الديني، وتستر حَقِيقَة مقْصده وَهِي التَّخَلُّص من الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين بردهمْ أَو إبادتهم.. وَالْحق أَن الظروف ساعدت المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي لتحقيق قدر كَبِير من أهدافه، وأشير الْآن إشارات خاطفة لبَعض أَعماله..
١ - لقد عرف المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي أَن مصدر قُوَّة الْمُسلم هُوَ الْكتاب وَالسّنة فَعمل على الْفَصْل بَينه وَبَينهمَا، فشجع على نشر الخرافات والبدع والضلالات والصوفيات١، وَكلما تحمل على الْفَصْل بَين الْمُسلم وَكتاب ربه ﷿ وَسنة نبيه ﵊.
٢ - وَلكنه وجد أَنه إِن اسْتَطَاعَ الْفَصْل بَين الْمُسلم وَكتاب ربه - تَعَالَى - وَسنة نبيه ﵊ فهناك التراث الإسلامي فِي الْفِكر والتاريخ وَسوى ذَلِك، فَإِن هَذَا التراث كَفِيل لَو رَجَعَ إِلَيْهِ الْمُسلم، وَلَا بُد أَن يرجع