31

Отношения крестоносного христианского лагеря с мусульманами на протяжении истории и их основные предпосылки

علاقة المعسكر النصراني الصليبي بالمسلمين عبر التاريخ ومنطلقاتها الأساسية

Издатель

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Номер издания

السنة السابعة

Год публикации

العدد الثاني شوال ١٣٩٤ هـ ١٩٧٤ م

Жанры

وَالَّذِي ننتهي إِلَيْهِ من هَذِه النماذج الَّتِي لَا تمثل إِلَّا قَطْرَة من بَحر، هُوَ أَن المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي لَهُ مصَالح هَامة فِي بِلَادنَا، وَهُوَ يرى أَن الضَّمَان الوحيد لمصالحه هُوَ رد الْمُسلمين عَن دينهم سَوَاء بنشر النَّصْرَانِيَّة وَهَذَا أهم شَيْء وأضمنه بِالنِّسْبَةِ لَهُم إِذْ يخضع المنتصرون بعْدهَا لأوامر وتوجيهات رؤوسه مُبَاشرَة أَو نشر الأفكار الغربية الْأُخْرَى الَّتِي تبعد الْمُسلم عَن دينه وترده عَنهُ فِي حَال عجزهم عَن تنصير الْمُسلمين.. قَالَ تَعَالَى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ (الْبَقَرَة: ١٢٠) . وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾ (الْبَقَرَة: ١٠٩) . وَهَكَذَا نجد أَن مصَالح المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي فِي بِلَادنَا، والكيفية الَّتِي يُرِيد الْحفاظ بهَا عَلَيْهَا، تضغط على أعصابه وتستحوذ على تفكيره وتؤثر تَأْثِيرا عميقًا على علاقته بِنَا، وَمن ثمَّ فَهِيَ تشكل مُنْطَلقًا آخر من منطلقات علاقته بِنَا وعاملًا من العوامل الموجهة لمعاملته لنا، يُضَاف إِلَى العوامل الْأُخْرَى الَّتِي سلف بحثها وَهِي العداء بَين الْإِسْلَام وَالْكفْر، وَالروح الصليبية الحاقدة، والثارات الْقَدِيمَة..
مخاوف مُسْتَقْبلَة: وَلَكِن فِي الْوَاقِع إِن الَّذِي يدرس أَحْوَال المعسكر النَّصْرَانِي الصليبي يجد أَن هَذِه العوامل لَيست هِيَ كل العوامل الَّتِي تُؤثر على مُعَامَلَته لنا وعلاقته بِنَا، وتوجهها وجهة مُعينَة، بل إِنَّه يعثر على عَامل آخر يَبْدُو من نظراته للْمُسلمين ومعاملته لَهُم. وَقد كَانَ نتيجة الدُّرُوس الَّتِي خرج بهَا: أَن الْمُسلمين إِذا حلت بهم هزيمَة - نتيجة ضعفهم وتمزقهم وبعدهم عَن دينهم - إِن هَذِه الْهَزِيمَة لم تكن دائمة وَلَو طَال أمدها، بل كَانَت هزيمَة مُؤَقَّتَة لَا تلبث أَن تتعقبها صحوة لهَذَا العملاق الْمُسلم فينقض على أعدائه يطاردهم حَتَّى فِي عقر دَارهم فَيفتح بلادًا

1 / 109