Отношения крестоносного христианского лагеря с мусульманами на протяжении истории и их основные предпосылки
علاقة المعسكر النصراني الصليبي بالمسلمين عبر التاريخ ومنطلقاتها الأساسية
Издатель
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Номер издания
السنة السابعة
Год публикации
العدد الثاني شوال ١٣٩٤ هـ ١٩٧٤ م
Жанры
أَسْلمُوا تدريجيًا. وَبَقِي الكاثوليك من أهالي البوسنة على ديانتهم وآثروا الْهِجْرَة إِلَى النمسا والمجر "١.
وَلَعَلَّ هَؤُلَاءِ النَّصَارَى (طَائِفَة البوغوميل وأمثالهم) كأولئك الَّذين وجدوا فِي عصر الدعْوَة الإسلامية الأول وَلم يَجدوا فِي نُفُوسهم مَا وجد غَيرهم من الْكبر الَّذِي يصدهم عَن الْإِسْلَام فأسلموا.. لَعَلَّ هَؤُلَاءِ وَأُولَئِكَ هم المعنيون بقول الله تَعَالَى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ. وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ. وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ. فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ بِمَا قَالُوا جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ. وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾ (الْمَائِدَة: ٨٢ - ٨٦) .
وَهَكَذَا نجد أَن الرّوح الصليبية نشأت مُنْذُ وجد لِلْإِسْلَامِ كيان ودولة فِي هَذِه الْمَدِينَة المنورة وانتزع من النَّصَارَى مَا زعموه لأَنْفُسِهِمْ من مكانة دينية، ثمَّ تَفَجَّرَتْ وغلى مرجلها بعد الصدام المسلح الَّذِي وَقع بَين الْمُسلمين والدولة البيزنطية لَا سِيمَا بعد معركة اليرموك الظافرة الَّتِي لقِيت فِيهَا جيوشهم هزيمَة نكراء تحطمت فِيهَا قواهم وَخرج بعْدهَا رَأْسهمْ هِرقل إمبراطور الدولة الرومانية من بِلَاد الشَّام هَارِبا والأسى والحزن يعصر قلبه عصرًا، وَقد عبر عَن ذَلِك حِين ركب الْبَحْر واستقل السَّفِينَة وَألقى نظرات الْوَدَاع الْأَخِيرَة على شواطئ سورية الجميلة فَلم يملك نَفسه أَن أطلق صرخة أودعها كل مَا عِنْده من أسى وحزن وكمد فصاح قَائِلا: الْوَدَاع، الْوَدَاع، إِلَى الْأَبَد يَا سورية، وداعًا لَا لِقَاء بعده. وَقد كَانَ كَذَلِك وَللَّه الْحَمد...
١ - من كتاب أوروبا فِي مطلع العصور الحديثة. ص٦٥٧ - ٦٥٩ من الْجُزْء الأول للدكتور عبد الْعَزِيز مُحَمَّد الشناوي. أستاذ كرْسِي التَّارِيخ الحَدِيث بجامعة الْأَزْهَر.
1 / 100