Реформаторский призыв в Неджде имама Мухаммада ибн Абдул-Вахаба и его последователей
الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام محمد بن عبد الوهاب وأعلامها من بعده
Издатель
دار التدمرية
Номер издания
الثالثة
Год публикации
السنة ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
Жанры
المقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﷺ وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن بين يديك أخي القارئ الكريم أوراق كتبتها وجمعتها عن عَلَمٍ من أعلام الأمة، ألا وهو الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب ﵀ الذي قام يدعو إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وإلى اتباع سنة نبيه ﷺ سنوات طويلة من حياته التي امتدت لما يقارب من التسعين عاما، وقد واجه في سبيل ذلك الكثير من العنت والإعراض والأذى، وناله عدد من المغرضين بالسب والافتراء والبهتان ووصفوه بالابتداع، وألّبوا عليه عوام الناس وخواصهم، ولكنه صبر وصابر حتى أظهره الله تعالى ونصر دعوته.
والقارئ المنصف والمطلع المتجرد لسيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀ ومؤلفاته ورسائله، يجدها بحمد الله تعالى متفقة مع نصوص الكتاب والسنة وأقوال الأئمة المعتبرين من علماء الإسلام، وبعيدة كل البعد عن لمز وهمز أهل الأهواء والضلال.
1 / 7
ولا يخفى عليك أخي الكريم حديث المصطفى الكريم ﷺ الذي يقول فيه:
"إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" ١، ومعنى قوله ﷺ: " يجدد لها دينها" أنه كلما انحرف الكثير من الناس عن جادة الدين الذي أكمله الله لعباده، وأتم عليهم نعمته ورضيه لهم دينا، بعث إليهم علماء أو عالما بصيرا بالإسلام وداعية رشيدا يبصر الناس بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ الثابتة، ويجنبهم البدع، ويحذرهم من محدثات الأمور، ويردهم عن انحرافهم إلى الصراط المستقيم كتاب الله وسنة رسوله ﷺ، فسمي ذلك تجديدا بالنسبة للأمة، لا بالنسبة للدين الذي شرعه وأكمله، فإن التغير والضعف والانحراف إنما يطرأ مرة بعد مرة على الأمة، أما الإسلام نفسه فمحفوظ بحفظ كتاب الله تعالى وسنة رسوله ﷺ المبينة له قال تعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر:٩] ٢.
فقبل قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀ بدعوته الإصلاحية المباركة كانت الأوضاع الدينية في الأمة بالغة السوء، وقد شهد القرن الثاني عشر الهجري غربة عظيمة للتوحيد والعلم بالدين وأحكامه، ورواجا كبيرا للشرك والجهل والخرافات والبدع.
_________
١ رواه أبو داود، في كتاب الملاحم، باب ما يذكر في قرن المائة، رقم:٤٢٩١، وصححه الشيخ الألباني:
صحيح سنن أبي داود، ٣/٢٣.
٢ فتاوى اللجنة الدائمة لرئاسة البحوث، ٢/١٦٩.
1 / 8
فجدد الله ﷿ بهذا الإمام ﵀ دين الإسلام وأظهر معالمه وشرائعه، وطمس به الشرك والجهل والضلال، كل ذلك بفضل الله تعالى أولا ثم بفضل دعوته وجهوده المباركة.
فالشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀ بذل كل الجهد والوقت لإعادة الناس إلى الدين الصحيح، وتصحيح معتقداتهم، وإزالة ما ألصق بالدين من شركيات وبدع وخرافات، ولا شك بأن من قام بهذه الأعمال الجليلة يعد من أعلام الأمة المجددين، الذين كان لهم دور بارز في تجديد معالم الدين بعد اندراسها، وقد اتخذ ﵀ من كتاب الله الكريم ومن سنة المصطفى الأمين محمد بن عبد الله ﷺ مرجعا لدعوته الإصلاحية المباركة، سائرا وملتزما بمنهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى.
الغرض من هذا الكتاب:
حرصت عند كتابتي هذه الأوراق وجمعها من مصادرها المختلفة تحقيق عدد من الأهداف، والتي من أهمها:
التوكيد على سلفية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀، وقيامها على الكتاب العزيز والسنة المطهرة وفق منهج أهل السنة والجماعة، دون ابتداع أو تبديل، وبيان عدد من إصلاحاتها وآثارها، وهذا كله من حقوق الشيخ ﵀ علينا.
1 / 9
* الدفاع عن هذه الدعوة السلفية الإصلاحية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنها، وإزالة الشبه الباطلة التي أثارها أعداؤها في مسعى منهم لتشويه سمعة هذه الدعوة، ولمزها بالابتداع والضلال وغير ذلك، لصرف الناس عنها.
* نشر فضائل أئمة هذه الدعوة، والتعريف بمن كان له فضل - بعد فضل الله تعالى - في نشرها، والمحافظة على استمرارها من الولاة والحكام والعلماء والدعاة، وهذا لا شك فيه بيان لحقهم علينا، وإبراز لجهودهم.
* بيان الأثر العظيم الذي تسببت به هذه الدعوة الإصلاحية من الخير العظيم على الأمة، سواء في داخل الجزيرة أو خارجها.
هذه أبرز الأهداف التي حرصت من خلالها على نشر هذه الأوراق وبثها في المكتبة الإسلامية، وتيسير اطلاع طلاب العلم عليها، وهذا الكتاب في أصله مجموعة محاضرات ألقيتها على طلاب المستوى السابع (٤/١) في كلية أصول الدين بالرياض لكون مقرر " الدعوة الإصلاحية" أحد المقررات المعتمدة في جميع أقسام جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية المباركة١.
_________
١ لعلني أجد لنفسي عذرا لعدم التوسع في بعض موضوعات هذا الكتاب وإنما أكتفي بإشارات إليها لالتزامي بزمن المحاضرات الدراسية والمنهج المقرر.
1 / 10
قبل البدء:
قال الشاعر:
وقلت في نفسي صححته ... كم من كتاب قد تصفحته
ثم إذا طالعته ثانيا ... رأيت تصحيفا فأصلحته
وقال العماد الأصفهاني: "إني رأيت أنه لا يكتب إنسان كتابا في يومه إلا قال في غده: لو غير هذا لكان أحسن، ولو زيد هذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، هذا من أعظم العبر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر".
ويأبى الله ﷿ أن يجعل الكمال إلا لكتابه الكريم، الذي يقول ﷾ عنه: ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ﴾ [فصلت:٤٢]، وقال جل شأنه: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا﴾ [النساء: ٨٢] .
ولا يغيب عن ذهنك أخي الكريم أن ما في هذا الكتاب هو اجتهاد من الكاتب، فما كان فيه من صواب فهو من توفيق الله تعالى وفضله، وما كان فيه من خطأ فهو لا يعدو كونه عملا بشريا يعتريه كثيرا النقص والخطأ١.
_________
١ عند وجود أي ملحوظة أو خطأ فالرجاء دلالة المؤلف عليه ليتم تلافيه وتصحيحه، لنكون بإذن الله من المتعاونين على البر والتقوى، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
1 / 11
الشكر والدعاء:
أحمد الله جل شأنه وتعالى ذكره على ما أنعم به عليّ من إتمام هذا الكتاب، فالحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا، ثم الدعاء لوالديّ الكريمين بالمغفرة والرحمة وطول العمر على طاعة الله تعالى، ﴿رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: ٢٤] .
والشكر والدعاء لكل من أبدى لي ملحوظة أو ساهم برأي أفاد في ظهور هذا الكتاب بما هو عليه الآن، وفي مقدمة الجميع فضيلة الشيخ أ. د/ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء على تفضله بقراءة هذا الكتاب والتقديم له، فبارك الله في الجميع وجزاهم على ذلك كل خير. د
أسأل المولى ﷿ أن يرزقنا الإخلاص له سبحانه وحده، وأن يجعل هذا العمل من الصدقة الجارية التي تنفعني في الحياة وبعد الممات، كما أسأله سبحانه أن يوفقنا للعمل الصالح والعلم النافع، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
كتبه
عبد الله بن محمد بن عبد المحسن المطوع
الرياض
1 / 12
تمهيد
...
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم
فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وسار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد: فقد اطلعت على الكتاب المفيد الذي هو بعنوان: "الدعوة الإصلاحية في بلاد نجد على يد الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ﵀ وأعلامها من بعده"
تأليف الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد المحسن المطوع وفقه الله، فألفيته كتابا قيما مفيدا في موضوعه، فيه تقويم لهذه الدعوة المباركة، ورد على الشبهات التي أثيرت حولها بقصد تشويهها وصد الناس عنها، ﴿يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٣٢) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى
1 / 4
الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة:٣٢ـ٣٣]، والحمد لله ما زادت هذه الشبهات وهذه الاعتراضات هذه الدعوة المباركة إلا تألقا وظهورا، كما قال الشاعر:
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ... ما كان يعرف عرف طيب العود
ومن ظهور هذه الدعوة المباركة أن قيض الله لها من يظهر مزاياها ويرد الكيد عنها، كما قال الشاعر:
وقل للعيون الرمد للشمس أعين ... سواك تراها في مغيب ومطلع
ومن هؤلاء الذين نافحوا عن هذه الدعوة المباركة صاحب هذا الكتاب الشيخ عبد الله بن محمد المطوع جزاه الله خيرا وأثابه على ما فعل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
كتبه/ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
عضو اللجنة الدائمة للإفتاء
١٠/٨/١٤٢٠هـ
1 / 5
الفصل التمهيدي
المقصود بالدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية
...
١ـ المقصود بالدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية
يحسن بنا قبل الحديث عن مفردات هذا الكتاب أن نبين المقصود بالدعوة الإصلاحية والجزيرة العربية.
فالمقصود بالدعوة الإصلاحية هي: تلك الجهود الكبيرة والأعمال الجليلة التي قام بها الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ﵀ لتصحيح الأوضاع الدينية الفاسدة والأحوال الاجتماعية المنحرفة التي كانت سائدة في الجزيرة العربية بعامة وفي وسطها بخاصة إبان القرن الثاني عشر الهجري.
أما الجزيرة العربية فهي: المنطقة الواقعة في قلب العالم والمحدود شمالا ببلاد الشام والعراق وجنوبا ببحر العرب وشرقا بالخليج العربي وغربا بالبحر الأحمر وتسمى أيضا بشبه الجزيرة العربية؛ لأن المياه تحيط بها من جهات ثلاث فقط، وفي الوقت الراهن تتكون في الجزيرة العربية مجموعة من الدول هي: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والبحرين، والكويت، وعمان، واليمن١.
ولجزيرة العرب خصائص تتميز بها عن غيرها، منها:
١- أنها مهد الإسلام ومنطلق الرسالة الخاتمة وعاصمتها الأولى
_________
١ انظر الأقوال في حدود جزيرة العرب في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر، ٦/١٧٠، وشرح النووي لصحيح مسلم،١١/٩٥.
1 / 15
وقاعدتها الحصينة، ففيها ولد خير البشر محمد ﷺ وفيها بعث وبين بلادها هاجر، ومنها أشرقت أنوار رسالته لتضيء أرجاء المعمورة.
١- أنها تضم أعظم البقاع وتحتضن أشرف الأماكن في الأرض ففيها الحرم الآمن الذي جعله الله مثابة وأمنا كما قال ﷿: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا﴾ [البقرة: ١٢٥]، وقال ﷿: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾ [القصص:٥٧]، وقال سبحانه: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ﴾ الآية [العنكبوت: ٦] .
والمسجد الحرام هو أول بيت وضع للناس كما قال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران: ٩٦-٩٧] .
وفيها طيبة الطيبة مهاجر رسول الله ﷺ ومستقره التي بها مسجده ﵊ ذو المرتبة التالية للمسجد الحرام.
وفيها أيضا البقاع المشرفة والمواضع المحترمة المقدسة عند أهل الإسلام والمرتبطة بالركن الخامس من أركان الإسلام وهو الحج، وهذه البقاع هي: منى وعرفات والمزدلفة.
٣- أن الله تعالى اختار لغة أهلها لتكون لغة لأعظم كتبه وأشرفها وخاتمها كما قال ﷾: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [يوسف:٢]، وقال سبحانه: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى
1 / 16
قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ [الشعراء:١٩٥] .
١- أنها في الإسلام وقف على الإسلام وأهله لا يجتمع فيها دينان ولا يستقر فيها كافر حتى يبقى شرع الله تعالى ودينه فيها بلا منافس ولا منازع١.
ففي الصحيحين من حديث ابن عباس ﵄ في آخر ما أوصى به النبي ﷺ عند موته: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب" ٢.
وفي المسند وغيره عن عائشة ﵂ قالت: كان آخر ما عهد رسول الله ﷺ أن قال: "لا يترك بجزيرة العرب دينان" ٣، وروى مسلم في صحيحه أن عمر بن الخطاب ﵁ سمع رسول الله ﷺ يقول: "لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا أدع إلا مسلما" ٤٥.
_________
١ انظر الأقوال في هذه المسألة في فتح الباري المطبوع مع صحيح البخاري، ٦/١٧١، وشرح النووي لصحيح مسلم، ١١/٩٥، وفي ذلك يقول ابن حجر: "مذهب الجمهور في أن ما يمنعون من سكناه هو الحجاز خاصة، وهو مكة والمدينة واليمامة وما والاها ... "، وقال النووي: "والصحيح أنها: المدينة ومكة واليمامة واليمن". انظر: المرجعين السابقين بنفس الموضع.
٢ رواه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب هل يستشفع إلى أهل الذمة، رقم: ٣٠٥٣، ورواه مسلم في كتاب الوصية، باب ترك الوصية لمن ليس له شيء يوصي فيه، رقم:٤٢٠٨.
٣ رواه الإمام أحمد، رقم٢٥١٤٨، ورواه بلفظ قريب الإمام مالك في الموطأ في كتاب الجامع٢/٢٣٦.
٤ رواه مسلم في كتاب الجهاد والسير، باب إخراج اليهود والنصارى من جزيرة العرب، رقم: ٤٥٦٩.
٥ انظر: خصائص جزيرة العرب للشيخ بكر أبو زيد، وحقيقة الدعوة إلى الله وما اختصت به جزيرة العرب، للشيخ سعد الحصين، ص ٥٩.
1 / 17
٢ـ أهداف الحديث عن الدعوة الإصلاحية ودراستها:
نهدف من دراسة الدعوة الإصلاحية في الجزيرة العربية إلى أمور مهمة منها:
١- بيان أهمية الدعوة إلى الله تعالى من خلال تقديم أنموذج حي قريب يمثل هذا المنهج في العصور المتأخرة، والتوكيد على أن مسيرة الدعوة وفق المنهج الصحيح سائرة مستمرة في طريقها برغم العوائق والعقبات.
٢- التوكيد على سلفية دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀ وقيام دعوته على نصوص الكتاب والسنة ووفق منهج أهل السنة والجماعة وأن دعوته متبعة لهذا المنهج العظيم.
٣- التعريف بعدد من الأعلام ممن كان لهم دور عظيم في نصرة الدعوة الإصلاحية التي قام بها الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب ﵀.
إطلاعنا نحن أبناء المملكة العربية السعودية أقرب الناس إلى هذه الدعوة وأكثر المستفيدين منها على أحوال بلادنا قبل الدعوة وبعدها وتذكيرنا بذلك وترسيخه في أذهاننا؛ لندرك عظيم نعمة الله تعالى علينا الذي أنقذنا من الشرك والجهل والخرافة وفتح لنا أبواب الخير والرزق بسبب هذه الدعوة المباركة لنشكر نعمة الله ﷿ علينا.
1 / 18
ونحافظ على أسباب استمرار هذا الخير، ثم نعرف لأهل هذا الفضل فضلهم، وأهل الفضل هنا هم الذين قاموا بالدعوة وناصروها من الحكام والعلماء.
تعريف الدعوة إلى الله تعالى: لكلمة الدعوة في اللغة معان متعددة منها: الطلب والنداء والحث والسؤال، وهي مصدر للفعل الثلاثي دعا١، والمعاني السابقة تجتمع في الدعوة التي نقصدها. وتكون الدعوة إلى الخير كما تكون إلى الشر أيضا، كما قال الله تعالى عن مؤمن آل فرعون: ﴿وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ﴾ [غافر:٤١-٤٢]، وقوله: ﴿أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة:٢٢١] . أما الدعوة في الاصطلاح فتطلق ويراد بها أمران أو معنيان: المعنى الأول: دين الإسلام نفسه، ولها بناء على هذا المعنى تعريفات، منها: ١- دين الله الذي بعث به الأنبياء جميعا، تجدد على يد محمد ﷺ _________ ١ انظر المراجع اللغوية الآتية: "مادة دعا" تاج العروس للزبيدي١٠/١٢٦، لسان العرب لابن منظور، ١٤/٢٥٧، الصحاح للجوهري، ٦/٢٣٣٦، مختار الصحاح للرازي ص٨٦، المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين١/٢٨٦.
تعريف الدعوة إلى الله تعالى: لكلمة الدعوة في اللغة معان متعددة منها: الطلب والنداء والحث والسؤال، وهي مصدر للفعل الثلاثي دعا١، والمعاني السابقة تجتمع في الدعوة التي نقصدها. وتكون الدعوة إلى الخير كما تكون إلى الشر أيضا، كما قال الله تعالى عن مؤمن آل فرعون: ﴿وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ﴾ [غافر:٤١-٤٢]، وقوله: ﴿أُوْلَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ﴾ [البقرة:٢٢١] . أما الدعوة في الاصطلاح فتطلق ويراد بها أمران أو معنيان: المعنى الأول: دين الإسلام نفسه، ولها بناء على هذا المعنى تعريفات، منها: ١- دين الله الذي بعث به الأنبياء جميعا، تجدد على يد محمد ﷺ _________ ١ انظر المراجع اللغوية الآتية: "مادة دعا" تاج العروس للزبيدي١٠/١٢٦، لسان العرب لابن منظور، ١٤/٢٥٧، الصحاح للجوهري، ٦/٢٣٣٦، مختار الصحاح للرازي ص٨٦، المعجم الوسيط لمجموعة من المؤلفين١/٢٨٦.
1 / 19
خاتم النبيين، كاملا وافيا لصلاح الدين والآخرة١.
٢- الخضوع لله والانقياد لتعاليمه بلا قيد ولا شرط٢.
والمعنى الثاني: عملية نشر الإسلام وتبليغه، وهذا المعنى هو المقصود هنا٣، ولها بناء على المعنى تعريفات كثيرة منها:
١- حث الناس على الخير والهدى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ليفوزوا بسعادة العاجل والآجل٤.
٢- العلم الذي تعرف به كافة المحاولات الفنية المتعددة، الرامية إلى تبليغ الناس الإسلام، بما حوى من عقيدة وشريعة وأخلاق٥.
٣- الحث على فعل الخير، واجتناب الشر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتحبيب بالفضيلة، والتنفير عن الرذيلة، واتباع الحق ونبذ الباطل٦.
_________
١ الدعوة الإسلامية "دعوة عالمية"، محمد الراوي، ص٣٩.
٢ الدعوة الإسلامية"أصولها ووسائلها"، د. غلوش، ص ١٢.
٣ لأن لفظ الدعوة إذا أطلق فإنه ينصرف عرفا إلى هذا المعنى، وهو الدعوة إلى الإسلام بمعنى النشر والبلاغ، وهو المعنى الذي تواردت عليه معظم النصوص في الكتاب والسنة، انظر: المدخل إلى علم الدعوة، د. البيانوني، ص ١٨.
٤ هداية المرشدين إلى طرق الوعظ والخطابة، علي محفوظ، ص ١٧.
٥ الدعوة الإسلامية" أصولها ووسائلها"، د. غلوش، ص١٠.
٦ مرشد الدعاة، محمد الخطيب، ص٢٤.
1 / 20
١- تبليغ الإسلام للناس وتعليمه إياهم وتطبيقه في واقع الحياة١.
ومن التعريفات السابقة نستطيع أن نعرف الدعوة بالتعريف الآتي:
"نشر الإسلام وتبليغه للناس عن علم وبصيرة وفق الطرق المشروعة، اتباعا لهدي النبي ﷺ، وابتغاء لمرضاة الله ﷿ وثوابه".
ولمصطلح الدعوة إلى الله تعالى بناء على هذا التعريف علاقة مباشرة بمصطلحات أخرى: كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصيحة، والوعظ، والتذكير، والاحتساب، والإصلاح، والتجديد، فمفهوم الدعوة إلى الله تعالى يضمها جميعا٢.
*****
_________
١ المدخل إلى علم الدعوة، د. البيانوني، ص١٧.
٢ انظر: نصوص الدعوة في القرآن الكريم دراسة تأصيلية، د. حمد العمار، ص١١-٣١.
1 / 21
٤ـ أهمية الدعوة إلى الله وفضلها
الدعوة إلى الله تعالى من أهم الطاعات وأجل القربات التي أمر بها الله تعالى في كتابه وعلى لسان رسوله ﷺ، ومما يبين شرفها ومنزلتها وأهميتها النقاط الخمسة الآتية:
١- أن الدعوة إلى الله تعالى تولاها الله سبحانه بنفسه فهو الذي يدعو عباده إلى طاعته وتقواه التي هي طريق الجنة، وينهاهم عن معصيته ومخالفة أمره التي هي طريق النار والعذاب، كما قال ﷾: ﴿وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [يونس: ٢٥] .
ولذلك أرسل ﷾ الرسل وأنزل الكتب التي فيها الأوامر الصريحة بتوحيده وتقواه وطاعته، كما أنه ﷾ نصب الأدلة والبراهين من مخلوقاته وآياته على أنه الرب الخالق المدبر المتصرف في هذا الكون، والإله الحق الذي يجب أن تصرف جميع أنواع العبادة له سبحانه دون ما سواه.
٢- أن الدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء والمرسلين الذي هم خيار الخلق وأشرف العباد، فإن الله تعالى اصطفى من عباده خيارهم ليكلفهم بالدعوة إليه سبحانه وتبليغ دينه كما قال ﷿: ﴿وَلَقَدْ
1 / 22
بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴿[النحل: ٣٦]، وقال جل وعلا: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِي﴾ [الأنبياء:٢٥]، وقوله سبحانه: ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِأَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [النساء: ١٦٥]، وقوله سبحانه: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [الأنعام: ١٢٤] .
فهي وظيفة هؤلاء الأخيار الأطهار المصطفين من عباد الله، ويأتي في مقدمتهم فضلا ومكانة نبينا محمد ﷺ الذي قال عنه ربه ﵎: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا﴾ [الأحزاب: ٤٥ـ٤٦]، فأي وظيفة أكرم وأشرف من وظيفة يتولاها خيار الناس ويقومون بها.
٣ـ أن الله تعالى جعل أحسن الأقوال وأشرفها الدعوة إليه سبحانه كما قال جل وعلا: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنْ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت:٣٣] .
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي ﵀ حول هذه الآية:
"هذا استفهام بمعنى النفي المتقرر أي: لا أحد أحسن قولا، أي كلاما وطريقة وحالة ممن دعا إلى الله بتعليم الجاهلين ووعظ الغافلين والمعرضين ومجادلة المبطلين بالأمر بعبادة الله بجميع أنواعها، والحث عليها وتحسينها مهما أمكن، والزجر عما نهى الله عنه وتقبيحه بكل
1 / 23
طريق يوجب تركه، خصوصا من هذه الدعوة إلى أصل دين الإسلام وتحسينه ومجادلة أعدائه بالتي هي أحسن، والنهي عما يضاده من الكفر والشرك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ومن الدعوة إلى الله: تحبيبه إلى عباده بذكر تفاصيل نعمه وسعة جوده وكمال رحمته وذكر أوصاف كماله ونعوت جلاله.
ومن الدعوة إلى الله: الترغيب في اقتباس العلم والهدى من كتاب الله وسنة رسوله الكريم ﷺ والحث على ذلك بكل طريق موصل إليه، ومن ذلك: الحث على مكارم الأخلاق، والإحسان إلى عموم الخلق، ومقابلة المسيء بالإحسان، والأمر بصلة الأرحام، وبر الوالدين.
ومن ذلك: الوعظ لعموم الناس في الأوقات والمواسم والعوارض والمصائب بما يناسب ذلك الحال، إلى غير ذلك مما لا ينحصر إفراده بما تشمله الدعوة إلى الخير كله والترهيب من جميع الشر"١.
٤ـ أن من أسباب تفضيل هذه الأمة على غيرها وتميزها بين سائر الأمم وخيريتها عليهم كونها تدعو إلى الله تعالى بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، قال ﷾: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: ١١٠] .
قال الحافظ ابن كثير ﵀ في تفسيره لهذه الآية: " يخبر تعالى
_________
١ تيسير الكريم الرحمن بتفسير كلام المنان، ص٦٩٥.
1 / 24
عن هذه الأمة المحمدية بأنهم خير الأمم فقال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، قال البخاري: حدثنا محمد بن يوسف عن سفيان بن ميسرة عن أبي حازم عن أبي هريرة ﵁ ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ قال: خير الناس للناس تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام ... والمعنى أنهم خير الأمم وأنفع الناس للناس"١.
وقال عمر بن الخطاب ﵁ موضحا معنى هذه الآية: "من فعل فعلهم كان مثلهم"٢،أي من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر وآمن بالله تعالى وأتى بهذه الصفات الثلاثة فهو من أهل هذه الأمة الخيرة.
وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي ﵀ في الآية: "هذا تفضيل من الله لهذه الأمة بهذه الأسباب التي تميزوا بها وفاقوا بها سائر الأمم وأنهم خير الناس للناس نصحا ومحبة للخير ودعوة وتعليما وإرشادا وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر وجمعا بين تكميل الخلق والسعي في منافعهم بحسب الإمكان وبين تكميل النفس بالإيمان بالله والقيام بحقوق الإيمان"٣.
_________
١ تفسير القرآن العظيم، ١/٤٢٠، وأثر أبي هريرة ﵁ رواه البخاري، في الصحيح في كتاب التفسير، سورة آل عمران، باب ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾، رقم: ٤٥٥٧.
٢ تفسير القرطبي، ٤/١٧٠.
٣ تيسير الكريم الرحمن، ص١١٣.
1 / 25
٥ـ استمرار الثواب والأجر وتتابعه للداعي إلى الله تعالى إذا اهتدى على يديه أحد؛ مما يدل على أهمية الدعوة وفضلها وعلو شأنها.
فعن أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا" ١.
فأبان هذا الحديث عظم الجزاء للداعية المترتب على تأثر الناس بدعوته " فإنه من دعا إلى هدى كان له مثل أجور تابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقا إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك"٢.
وجاء في حديث آخر عن أبي مسعود الأنصاري ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله" ٣.
وروى أبو هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: " إذا مات ابن
_________
١ رواه مسلم في كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة أو سيئة، ومن دعا إلى هدى أو ضلالة، رقم: ٦٧٤٥.
٢ شرح النووي على صحيح مسلم،١٥/٣٤٦.
٣ رواه مسلم في كتاب الجهاد، باب فضل إعانة الغازي في سبيل الله، رقم: ٤٨٧٦.
1 / 26