49

Видение Пророка Его Господа

رؤية النبي ﷺ لربه

Издатель

أضواء السلف،الرياض

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٢هـ/٢٠٠٢م

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

الوقفة السادسة: المقصود بالرؤية القلبية. وضح القائلون بالرؤية القلبية المقصود بذلك، ومن أقوالهم في معنى الرؤية القلبية: ما قاله القرطبي - صاحب التفسير - في تفسير قوله تعالى ﴿مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى﴾: "أي: لم يكذب قلب محمد ﷺ ليلة المعراج، وذلك أن - الله تعالى - جعل بصره في فؤاده حتى رأى - ربه تعالى - وجعل الله تلك رؤية"١. وقال أبو العباس القرطبي ﵀ في المفهم: "وقول ابن عباس: أنه ﵇ رآه بفؤاده مرتين. الفؤاد القلب ولا يريد بالرؤية – هنا - العلم، فإنه ﵊ كان عالمًا بالله على الدوام، وإنما أراد أن الرؤية التي تخلق في العين خلقت للنبي ﷺ في القلب، وهذا على ما يقوله أئمتنا: إن الرؤية لا يشترط لها محل مخصوص عقلًا، بل يجوز أن يخلق في أي محل كان، وإنما العادة جارية بخلقها في العين"٢. وقال أبو المظفر السمعاني في تفسيره: "وقد ثبت عن ابن عباس أنه قال: رأى محمد ربه بفؤاده، فإن قال قائل: المؤمنون يرونه بفؤادهم، وليس ذلك إلا العلم به فما معنى تخصيص النبي ﷺ. والجواب أنهم قالوا: إن الله - تعالى - خلق رؤية لفؤاده فرأى بفؤاده مثل ما يرى الإنسان بعينه"٣. وقال ابن حجر ﵀: "ثم المراد برؤية الفؤاد رؤية القلب، لا مجرد

١ الجامع لأحكام القرأن ١٧/٩٢. ٢ المفهم ١/٤٠٧ ٣ تفسير القرآن للسمعاني ٥/٢٨٨.

1 / 53