Моменты пророка ﷺ в призыве к Аллаху
مواقف النبي ﷺ في الدعوة إلى الله تعالى
Издатель
مطبعة سفير
Место издания
الرياض
Жанры
عبد المطلب قوم مُطْلٌ، وشدّد له في القول، فنظر إليه عمر وعنياه تدوران في رأسه كالفلك المستدير، ثم قال: يا عدو اللَّه، أتقول لرسول اللَّه ﷺ ما أسمع، وتفعل ما أرى، فوالذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر لومه لضربت بسيفي رأسك، ورسول اللَّه ﷺ ينظر إلى عمر في سكون وتُؤَدَةٍ وتَبَسُّمٍ، ثم قال: «أنا وهو يا عمر كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر، أن تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن التقاضي، اذهب به يا عمر فاقضه حقه، وزده عشرين صاعًا من تمرٍ»، فكان هذا سببًا لإسلامه، فقال: أشهد أن لا إله إلا اللَّه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
وكان زيد قبل هذه القصة يقول: <لم يبق شيء من علامات النبوة إلا وقد عرفتها في وجه محمد ﷺ إلا اثنتين لم أخبرهما منه: يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلمًا> (١).
فاختبره بهذه الحادثة فوجده كما وُصِفَ، فأسلم وآمن وصدق،
وشهد مع النبي ﷺ مشاهده، واستشهد في غزوة تبوك مقبلًا غير
_________
(١) ذكر ابن حجر في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة هذه القصة وعزاها إلى الطبراني، والحاكم، وأبي الشيخ في كتابه أخلاق النبي ﷺ، وابن سعد، وغيرهم، ثم قال ابن حجر: <ورجال إسناده موثقون ... ومحمد بن أبي السري وثقه ابن معين ... والوليد قد صرح بالتحديث>، ١/ ٥٦٦.
وذكره ابن كثير في البداية والنهاية، وعزاه إلى أبي نعيم في الدلائل. البداية والنهاية، ٢/ ٣١٠، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، ٨/ ٢٤٠: <رواه الطبراني، ورجاله ثقات>.
1 / 67