Жизнеописание Пророка и призыв в мекканскую эпоху
السيرة النبوية والدعوة في العهد المكي
Издатель
مؤسسة الرسالة
Номер издания
الأولى ١٤٢٤هـ
Год публикации
٢٠٠٣م
Жанры
وهكذا كثرت الفتن في الإمبراطورية، وكثرت الاضطرابات، وقد لخص أحد الكُتَّاب الإنجليز أسبابها، وذكر أنها تنحصر في الابتداع الديني، واستحداث الضرائب وتغيير القوانين والعادات، مما أدى إلى الظلم العام وانتشار المجاعات١.
وكانت العَلاقة بين الإمبراطوريتين الرومانتيتين سيئة، وزادت انهيارا بقيام الحروب بينهما، وقد وجه "جستنيان" أُولى ضرباته القاصمة إلى دولة الوندال بإفريقيا، واستولى على المدن الكبرى٢ وأخذ بعدها يسلك مسلكا معينا فأكثر من فرض الضرائب، واستعمل القسوة في جمعها، فهجر الأهالي مزارعهم، ومتاجرهم، واحترفوا اللصوصية وقطع الطرق، وشن الغارات على الحاميات البيزنطية٣، فلجأ الإمبراطور إلى قوة أكبر لحكمهم بالأسلوب العسكري، حتى صارت إفريقيا ولاية يديرها قائد عسكري، وله مساعدون عسكريون، وكانت هذه خطوة أنتجت ضررا ضد الدولة، فعندما شعر القائد العسكري بقوته، وبإمكان استغنائه عن الإمبراطورية أعلن استقلال ولايته.
وهكذا أعلن "جوريجوريوس" استقلاله بإفريقيا قبيل الفتح الإسلامي بقليل٤.
أما الأحباش فهم أمة عاشت هدوءا نسبيا، وسادها نظام ملكي مثلته الدولة الأكسومية، التي قامت مزدهرة، قوية منذ القرن الأول قبل الميلاد٥.
وقد ساعدت قوة هذه الدولة على الاستقرار الاجتماعي، وبسط سيطرتها على جيرانها بعدما قامت بحملات حربية عديدة، وعبرت البحر، وكونت مستعمرات حبشية٦ في اليمن، تدر عليهم الأموال والخيرات، وتضمن لهم تجارة آمنة،
_________
١ المسلمون والجرمان ص٥٦.
٢ الإمبراطورية البيزنطية "بيتز" ص٣١.
٣ المسلمون والجرمان ص٦٠.
٤ المسلمون والجرمان ص٦١.
٥ بين الحبشة والعرب ص١٧.
٦ المصدر السابق ص٢٦.
1 / 63