الرزق أبوابه ومفاتحه
الرزق أبوابه ومفاتحه
Издатель
دار القاسم
Жанры
ويتصدَّق ويواسي ويفرج، فهذا نعم المال!
قال ﷺ: "يقول ابن آدم مالي! وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت" (١).
قال يحيى بن معاذ: مسكين ابن آدم لو خاف النار كما يخاف الفقر دخل الجنة (٢).
ومن هذا الخوف والوجل كانوا يحتاطون لأنفسهم، ويحاسبونها؛ رغبة في النجاة، وخوفًا من الوقوع في الهلاك.
قال خرمي بن يونس: سمعت أبا يوسف الغولي يقول: أنا أتفقه في مطعمي من ستين سنة.
وكان أبو حنيفة خزازًا يبيع الخز، فروي أن رجلًا جاءه فقال: يا أبا حنيفة قد احتجت إلى ثوب خز، فقال: ما لونه؟ قال: كذا وكذا، قال: اصبر حتى يقع، وآخذه لك، فما دارت الجمعة حتى وقع، فجاءه الرجل فقال له أبو حنيفة: قد وقعت حاجتك، ثم أخرج إليه ثوبًا فأعجبه، فقال: يا أبا حنيفة كم أزن للغلام؟ فقال درهمًا، فقال: أتهزأ بي قال: لا والله إني اشتريت ثوبين بعشرين دينارًا ودرهم، فبعت أحدهم بعشرين دينارًا، وبقى هذا بدرهم، وما كانت لأربح على صديق. فأخذه! (٣).
_________
(١) رواه مسلم.
(٢) تاريخ بغداد ١٤/ ٢١٢.
(٣) مناقب أبي حنيفة للموفق ١/ ١٩٦.
1 / 16