مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة
مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة
Издание
الثالثة
Год публикации
١٤٢٨ هـ
Жанры
اختلافات وتناقضات واشتباهات لا تكاد ترتفع بما تطمئن إليه النفوس، كما لا يخفى على الخبير بها) (١) .
ومن يقرأ تراجم رجالهم يجد صورة واضحة لهذا التناقض؛ فلا يوجد راوٍ من رواتهم - غالبًا - في الحديث إلا وفيه قولان: قول يوثقه وقول يضعفه، فضلًا عن أنه يلعنه ويخرجه من الإسلام. فمثلًا محدثهم الشهير "زرارة بن أعين" صاحب أئمتهم الثلاثة - كما يزعمون - "الباقر"، و"الصادق"، و"الكاظم" (٢) تجده في تراجمهم يمدح تارة ويذم أُخرى، يجعل من أهل الجنة مرة، ومن أهل النار مرة أُخرى، فيروي الكشي أن أبا عبد الله قال: (يا زرارة إن اسمك في أسامي أهل الجنة) (٣) وقال: (رحم الله زرارة بن أعين، لولا زرارة لاندست أحاديث أبي) (٤) .
ويروي الكشي نفسه عن أبي عبد الله أيضًا أنه قال في هذا "الزرارة": (لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، ثلاث مرات) (٥) وقال: (.. هذا زرارة بن أعين هذا من الذين وصفهم الله (في كتابه فقال: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه
(١) «الوافي»، المقدمة الثانية: (١/١١- ١٢) .
(٢) «زرارة بن أعين بن سنسن. قال الحر العاملي: (شيخ من أصحابنا. في زمانه كان قارئًا فقيهًا ثقة قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين) «وسائل الشيعة»: (٢٠/١٩٦) . تنسب له فرقة من الشيعة تسمى الزرارية «مختصر التحفة»: ص ١٥. كان حفيد لقسيس نصراني اسمه سنسن. محب الدين الخطيب: «هامش مختصر التحفة»: ص ٦٣. توفي سنة ١٥٠هـ. «معجم المؤلفين»: (٤/١٨١) .
(٣) «رجال الكشي»: ص ١٣٣.
(٤) المصدر السابق: ص ١٣٦.
(٥) «رجال الكشي»: (ص ١٤٩- ١٥٠) .
1 / 282