35

Освещение тьмы в походах Лучшего из созданий (мир ему и благословение)

إنارة الدجى في مغازي خير الورى صلى الله عليه وآله وسلم

Издатель

دار المنهاج

Номер издания

الثانية

Год публикации

١٤٢٦ هـ

Место издания

جدة

Жанры

تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ حتى إذا قويت الشوكة للمسلمين.. أذن الله لهم في القتال، ولم يفرضه عليهم، فقال ﵎: أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ.
ثمّ فرض الله عليهم القتال بعد ذلك لمن قاتلهم، دون من لم يقاتلهم، قال تعالى: وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ.
ثمّ فرض عليهم قتال المشركين كافة؛ حتى يكون الدين كلّه لله، قال ﷿: وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً، وقال ﵎: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ.
فكان محرّما، ثمّ صار مأذونا فيه، ثمّ مأمورا به لمن بدأهم بالقتال، ثمّ مأمورا به لجميع المشركين، إمّا فرض عين، أو فرض كفاية.
ثمّ كان الكفار معه ﷺ بعد الهجرة ثلاثة أقسام:
قسم صالحهم، ووادعهم على ألّا يحاربوه، ولا يظاهروا عليه عدوّه، وهم- على كفرهم- آمنون على دمائهم، وأموالهم، وهم طوائف اليهود الثلاثة: بنو قريظة،

1 / 43