Толковое Священное Писание - Аль-Зухайли
التفسير المنير - الزحيلي
Издатель
دار الفكر (دمشق - سورية)
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤١١ هـ - ١٩٩١ م
Место издания
دار الفكر المعاصر (بيروت - لبنان)
Жанры
يقرأ: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾» (^١) أي أن أهل المدينة كانوا لا يقرءون البسملة في صلاتهم في مسجد المدينة، إلا أن الحنفية قالوا: يقرأ المنفرد: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾، مع الفاتحة، في كل ركعة سرا، فهي قرآن، لكنها ليست بعض السورة، وإنما هي للفصل بين السور. وقال المالكية: لا يقرؤها في الصلاة المكتوبة، جهرا كانت أو سرا، لا في الفاتحة، ولا في غيرها من السور، ويجوز قراءتها في النافلة. وقال القرطبي: الصحيح من هذه الأقوال قول مالك، لأن القرآن لا يثبت بأخبار الآحاد، وإنما طريقه التواتر القطعي الذي لا يختلف فيه (^٢)، لكن هذا غير ظاهر، لأنه ليس بلازم تواتر كل آية.
وقال عبد الله بن المبارك: إنها آية من كل سورة،
لما رواه مسلم عن أنس قال: بينا رسول الله ﷺ ذات يوم بين أظهرنا إذا أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: «نزلت علي آنفا سورة» فقرأ: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ. إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾ [الكوثر ١/ ١٠٩ - ٣ -].
وقال الشافعية والحنابلة: البسملة آية من الفاتحة، يجب قراءتها في الصلاة، إلا أن الحنابلة قالوا كالحنفية: يقرأ بها سرا، ولا يجهر بها. وقال الشافعية: يسرّ بها في الصلاة السرية، ويجهر بها في الصلاة الجهرية، كما يجهر في سائر الفاتحة.
ودليلهم على كونها آية في الفاتحة:
ما رواه الدارقطني عن أبي هريرة عن النّبي ﷺ قال: «إذا قرأتم: ﴿الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾، فاقرؤوا ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾، إنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، و﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ أحد آياتها» وإسناده صحيح.
_________
(^١) رواه مسلم وأحمد.
(^٢) تفسير القرطبي: ٩٣/ ١
1 / 47