بيت المقدس أولى القبلتين
كما أن أرض الشام كان فيها القبلة الأولى للمسلمين، وهي بيت المقدس، وقد صلى النبي ﵊ إلى بيت المقدس وهو بالمدينة ستة عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، فهي القبلة الأولى لنبينا ﵊، وكان النبي يحب أن تتحول القبلة إلى مكة، حتى أنزل الله ﵎ الأمر بتحويل القبلة إلى البيت الحرام في مكة، وكان ما كان من المشركين الذين استهزءوا بالنبي ﵊ من باب السفه، ومن باب الحمق والغفلة، كما في قول الله تعالى: ﴿سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا﴾ [البقرة:١٤٢]، أي: ما الذي جعلهم يتحولون عنها إلا لأنهم رجعوا عما كانوا عليه من إيمان! وليس الأمر كذلك، بل هذا من باب الفتنة والابتلاء؛ لينظر الله ﵎ من آمن ومن انقلب على عقبيه وخسر الدنيا والآخرة.