الدار الآخرة - عمر عبد الكافي
الدار الآخرة - عمر عبد الكافي
Жанры
أكل مال اليتيم
ومن الأسباب الموجبة لعذاب القبر: أكل مال اليتيم، يقول النبي ﷺ: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين)، وما قصص القتل التي نسمعها: أن الولد قتل خاله أو قتل عمه الذي كان كفيلًا له ووصيًا عليه بعد موت أبيه إلا دليل على أن الوصي هذا أساء إلى اليتيم، ولن يقتل اليتيم كافله إلا بسبب معاناة شديدة عاناها معه.
والمرأة التي تترمل على أبنائها الأيتام وترفض الزواج مع أن هذا من حقها، أجرها كبير، فالحبيب المصطفى ﷺ أول من يفتح له باب الجنة، فإن رضوان يقول: لم يؤذن لي أن أفتح لأحد قبل رسول الله، قال ﵊: (فأجد امرأة تريد أن تسبقني، فأسألها: يا أمة الله؟! فتقول: إنها امرأة مات زوجها وترك لها يتامى فقعدت عليهم) فيدخلها الرسول معه.
ولا يصح للإنسان أن يأكل شيئًا من أموال الورثة الأيتام، فقد كان سيدنا عمر قاعدًا عند صحابي يحتضر، فعندما فاضت روحه قام سيدنا عمر فأطفأ النور، فقال له: يا أمير المؤمنين! لم ذاك؟ قال: صار للورثة حق في هذا الزيت، أتريدون أن تطعمونا نارًا يوم القيامة؟ فأقارب الميت الذين يجلسون بحجة أنهم يواسون زوجة الميت فيأكلون ويشربون من أموال اليتامى، فهم لا يأكلون إلا النار، وسيعذبون بذلك في القبر ويوم القيامة.
فأكل مال اليتيم -والعياذ بالله رب العالمين- من الأسباب الموجبة لعذاب القبر، فليتق الله ربه من كفل يتيمًا من الأيتام، وليتق الله ربه من كان في رقبته أيتام يتولى الإنفاق عليهم، قال تعالى لأمثال هؤلاء: ﴿وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء:٦].
4 / 9