The Handsome Masterpiece: Commentary on the Unique Pearl
التحفة الوسيمة شرح على الدرة اليتيمة
Жанры
التحفة الوسيمة
شرح على الدرة اليتيمة
تآليف
الشيخ محمد باي بلعام
إمام ومدرس بآولف ولاية أدرار
الجزائر
Неизвестная страница
حقوق الطبع محفوظة
1 / 2
بسم الله الرحمن الرحيم. صلى الله على سيدنا محمد وءاله وصحبه وسلم.
حمدا لمن فتح السن العرب بالإعراب. وشرح صدورهم للإعراب والصلاة والسلام على من بعثه الله رسولا لأهل الحاضرة والأعراب. وعلى ءاله والأصحاب. ومن تبعهم بإحسان إلى يوم العتاب.
وبعد فيقول العبد الضعيف القاصر، محمد باي بن محمد عبد القادر قد طلب مني بعض الإخوان أن نضع شرحا على الدرة اليتيمة في النحو لظنه أني أهل لذلك والله أعلم بما هنالك فاستخرت الله واستعنت به وتوكلت عليه وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. وكنت عند رغبة الطالب نازلا، وإن كنت لست لذلك أهلا ولقد حاولت أن نتعرف على ناظمها فلم نعثر عليه وعلى كل فإننا نرجو لعملنا ولعمله القبول، والرضا من الله العلي القدير إنه على ما يشاء قدير وبالإجابة جدير. وسميته ـ[التحفة الوسيمة على الدرة اليتيمة]ـ. وبالله التوفيق وهو الهادي إلى أقوم طريق قال الناظم ﵀ وأكرم مثواه وجعل الجنة منزله ومأواه.
"حمدا لمن شرفنا بالمصطفى...وباللسان العربي أسعفا"
"ثم على أفصح خلق الله...وآله أزكى صلاة الله"
"يا طالبا فتح رتاج العلم...وقاصدا سهل طريق الفهم"
"إجنح إلى النحو تجده علما ...تجلو به المعنى العويص المبهما "
"وهاك فيه درة يتيمة ...أرجو لها حسن القبول قيمة "
1 / 3
قوله "حمدا" مصدر حمد الله ﵎ الذي "شرفنا" والشرف العلو يقال شرفه الله تشريفا و"المصطفى"، اسم من أسمائه ﷺ. وقد شرف الله هاته الأمة المحمدية به وزادها شرفا "باللسان العربي" الذي هو لغة القرآن المنزل على سيدنا محمد قوله "اسعفا" المساعفة المواتاة والمساعدة وبعد أن حمد الله والحمد هو الثناء بالجميل على الجليل وابتدأ به عملا بقوله ﷺ: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه باسم الله فهو ابتر الخ. ثني الصلاة على سيدنا محمد الذي هو أفصح المخلوقات كما قال ﷺ:
"أنا أفصح من نطق بالضاد" وقوله "وءاله" في مقام الدعاء يدخل كل مؤمن وزكى نما وأزكى أفعل تفضيل والصلاة من الله الرحمة ومن الملائكة الاستغفار ومن الآدميين دعاء وتضرع و"رتاج" بالكسر ومنه رتاج الكعبة الباب المغلق وعليه باب صغير والمعنى يا من طلب فتح باب العلم وقصد الطريق السهلة إلى الفهم أي الإدراك "اجنح" أي مل "إلى" علم "النحو" والنحو في اللغة بمعنى القصد تقول نحوت كذا نحوا أي قصدته قصدا وبمعنى المثل يقال هذا نحوه أي مثله وبمعنى القسم يقال هذه على أربعة أنحاء أي أقسام وقد أشار بعضهم إلي نظم معاني النحو في اللغة فقال:
للنحو سبع معان قد أتت لغة...جمعتها ضمن بيت مفرد كملا
قصد ومثله ومقدار وناحية...نوع وبعض وحرف فاحفظ المثلا
وفي الاصطلاح: هو علم استخرجه المقدمون من استقراء كلام
1 / 4
العرب وفايدته الاحتراز عن الخطأ في اللسان والفهم على معاني كتاب الله والسنة ومسايل الفقه ومخاطبة العرب بعضهم بعضا وقوله "تجلو به المعنى العويص المبهما" تجلو أي توضح والمعنى العويص هو ما يصعب استخراج معناه قال ابن ساعد التونسي منفعة النحو تبين أحوال الألفاظ المركبة في دلالته على المقصود ورفع اللبس عن سائلها فإن قول القايل ما أحسن زيد بالسكون يحتمل أحد أمور ثلاثة التعجب في حسنة والاستفهام عن أي شيء أحسن وسلب الإحسان عنه حتى يعرب فيميز فإذا قلت ما أحسن زيدا بنصب أحسن زيدا فـ "ما" اسم تعجب نكرة "أحسن" فعل ماضي "زيدا" مفعول به وفاعل "أحسن" مستتر فيه يعود على ما التعجب و"ما" التعجب نكرة بمعنى شيء وإذا قلت ما أحسن زيد برفع أحسن وجر زيد فـ "ما" استفهامية مبتدأ أحسن، خبره "زيد" مضاف إليه والمعنى أي أجزائه أحسن وجهه أو رأسه أو يده وإذا قلت ما أحسن زيد بنصب أحسن ورفع زيد فـ "ما" نافية و"أحسن" فعل ماض "وزيد" فاعل فسلبت الحسن عن زيد وهذا معنى قول الناظم "تجلو به المعنى العويص المبهما" وقوله "فهاك فيه" هاك اسم فعل أمر بمعنى خذ و"الدرة" اللؤلؤة والجمع درورات ودرر "يتيمة" أي عديمة النظير قال في مختار الصحاح وكل شيء مفرد يعز نظيره فهو يتيم يقال درة يتيمة و"قيمة" واحدة القيم من قولك قوم السلعة تقويما والناظم طلب أن تكون قيمة هذه الدرة حسن القبول أي أن يتقبلها الله وتكون خالصة لوجهه ويقبلها الناس فينتفعون بها وهذا الدعاء مشابه لقوله في آخر بيت منها
1 / 5
"أبياتها قاف القبول المرتجى" ثم قال:
"باب حد الكلام والكلمة وأقسامها".
"حد الكلام لفظنا المفيد نحو أتى زيد وذا يزيد"
"وحد كلمة فقول مفرد وهي اسم وفعل وحرف يقصد"
قوله "حد الكلام" في اصطلاح أهل النحو "لفظنا" أي اللفظ وهو الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية التي أولها الألف وآخرها الياء وأما عند أهل اللغة فقد يطلق الكلام على خمسة معان يسمونها محترزات اللفظ كما قال القائل:
واحترزوا باللفظ في الكلام من خمسة تدرى لدى الأفهام
الخط والإشارة المفهوم ثم حديث النفس والتكليم
"الخط" تقول العرب القلم أحد اللسانين ومن ذلك قول عائشة ما بين دفتي المصحف كلام "والإشارة" كقول الشاعر:
حواجبنا تقضى الحوائج بيننا...ونحن سكوت والهوى يتكلم
"والمفهوم" كقول الراجز:
امتلأ الحوض وقال قطني مهلا...رويدا قد ملأت بطني.
"حديث النفس" كقول الشاعر:
إن الكلام لفي الفؤاد...وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا
"والتكليم" ومنه قول الشاعر:
قالوا كلامك هندا وهي مصغية...يشفيك قلت صحيح ذاك إن كان
وقوله "المفيد" فائدة يحسن سكوت المتكلم عليها "نحو أتى زيد" وهذا مثال صالح للفظ وللفائدة وهذه الجملة فعلية وكذلك قولك
1 / 6
"وذا يزيد" في الجملة الاسمية احترازا مما هو معلوم كالسماء فوقنا والأرض تحتنا وما أشبه ذلك فإنه لا يسمى كلاما فهذان المثالان اجتمعت فيها شروط الكلام من لفظ وتركيب وفائدة ووضع قوله "وحد كلمة فقول مفرد" فالقول هو اللفظ الدال على معنى كرجل فرس والقول يعم الكلام والكلمة والكلم وقد يقصد كلام بكلمة ككلمة الشهادة وهي أكثر من كلمة، قال تعالى: ﴿كلا إنها كلمة﴾ وهي الحديث "كلمتان حبيبتان إلى الرحمان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"، وهي أكثر من كلمتين قوله "وهي اسم أو فعل أو حرف يقصد" يعنى أن أقسام الكلام ثلاثة لا رابع لها فالكلمة إن دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بصيغتها للزمان فهي الاسم كزيد وهند وإنسان وإن دلت على معنى في نفسها واقترنت بصيغتها للزمان فهي الفعل نحو خرج ويخرج واخرج وإن دلت على معنى في غيرها فهي الحرف نحو من وعن ولم وهل ثم شرع يبين العلامات التي يعرف بها الاسم من قسميه الفعل والحرف فقال:
"فاسم بتنوين وجر وندا...وأل بلا قيد وإسناد بدا"
قوله "بتنوين" وهو نون زائدة ساكنة تلحق آخر الاسم في اللفظ وتفارقه في الخط استغناء عنها بتكرار اللفظ. والتنوين على خمسة أقسام: تنوين تمكين ويسمى تنوين صرف أيضا ويلحق الاسم المتمكن الأمكن كزيد ورجل: وتنوين تنكير وهو ما فرق بين نكرة بعض الأسماء المبنية ومعرفتها وهي أسماء الأفعال كمه وصه فما نون منها كان نكرة
1 / 7
وما لم ينون كان معرفة. الثالث: تنوين العوض وهو اللاحق من حينئذ ويومئذ فإنه عوض عن جملة نحو قوله تعالى: ﴿وأنتم حينئذ تنظرون﴾ الرابع: تنوين المقابلة نحو مسلمات فإنه في مقابلة النون في جمع المذكر السالم الخامس: تنوين الترنم وهو اللاحق للقوافي نحو قول الشاعر: "أقل اللوم عاذل والعتابن".
وقسم بعضهم التنوين إلى ستة أقسام وبعضهم إلى عشرة أقسام.
"وجر" أي ويوجود الجر في آخره سواء كان بالحرف أو الإضافة أو التبعية مثل بسم الله الرحمن الرحيم. فإنها قد جمعت المجرور بالحرف نحو بسم وبالإضافة نحو: الله والنعت نحو: الرحمن أو بالعطف نحو: مررت بزيد أو عمرو أو التوكيد نحو: مررت بزيد نفسه أو البدل نحو مررت بزيد أخيك أو بمجاورة نحو هذا جحر ضب خرب.
وكذلك يعرف الاسم بدخول حرف الجر عليه وسنتكلم على حروف الجر في الباب الأخير من هذا الرجز إن شاء الله.
"وندا" ومما يعرف به الاسم دخول حرف النداء أو كون الكلمة مناداة نحو يا إيها الرجل ويا أيتها المرأة "و" مما يعرف به الاسم دخول "ال" عليه أي الألف واللام الزائدتان على أصل الكلمة وقد جمعها بعضهم بقوله:
الخيل والليل والبيداء تعرفني...والرمح والسيف والقرطاس والقلم
واحترزنا بالزائدتين من "ال" التي من الكلمة نحو ألواح وألغاف وألهاكم فإن هذه من الكلمة فليست علامة للاسم وكذلك الموصولية التي بمعنى الذي فإنها تدخل على الاسم وعلى الفعل فأدراك في قول الشاعر:
1 / 8
ما أنت بالحكم الترضى حكومته...ولا الأصيل ولا ذوي الرأي والجدل.
"وإسناد بدا" أي الاسم المضاف ومعنى الإسناد إلى الاسم هو أن تنسب إليه ما يحصل به الفائدة وذلك كما في قمت وكذلك في نسبة الإيمان لنا في قولك أنا مؤمن ثم شرع يتكلم على علامات الفعل فقال:
واعرف لما ضارع من فعل بلم...والتاء من قامت لماضيه علم
والباء من خافي بها الأمر انجلا...والحرف عن كل العلامات خلا
"واعرف لما ضارع" أي للفعل المضارع وسمي مضارعا لأنه شابه الاسم في الإعراب "من فعل بلم" نحو لم يضرب ولم يقم، قال في الألفية:
"فعل مضارع يلي لم كيشم"
"والتاء" أي تاء التأنيث التي توجد في آخر الفعل "من" قولك "قامت" هند "لماضيه" أي للفعل الماضي "علم" أي أمارة والمعنى أن الفعل الماضي يمتاز عن الفعل المضارع والأمر بصلاحيته للتاء الساكنة وكذلك تاء الضمير من قولك ضربت وضربت وترك الناظم رحمه الله تعالى باقي الأمارات التي يمتاز بها الفعل وقد ذكرتها في نظمنا اللؤلؤ المنظوم فقلت:
"والسين سوف قد بها الفعل وسم...والحرف من كل العلامات خصم"
ثم أشار إلى ما يمتاز به فعل الأمر من قسميه الماضي والمضارع فقال "والياء من خافي بها" فعل "الأمر انجلا" وبقى له من علامات فعل الأمر وجود نون التوكيد الخفيفة والثقيلة والى هذا أشار ابن مالك بقوله:
1 / 9
وماضي الأفعال بالتا مز وسم...بالنون فعل الأمر أن أمر فهم.
"والحرف من كل العلامات" التي تقدمت في قسميه الاسم والفعل "خلا" مثل حروف الجر وهي من وما ذكر معها من حروف الجر ونواصب المضارع وجوازمه وحروف الجواب نحو بلى ونعم وقد أطلت الكلام في هذا الموضوع في شرحنا كفاية المنهوم على اللؤلؤ المنظوم قال في الملحة:
والحرف ما ليست له علامة...فقس على قولي تكن علامة
مثاله حتى ولا وثما...وهل وبل ولو ولم ولما
ثم شرع يتكلم على أقسام الإعراب فقال:
"باب أقسام الإعراب"
"أقسامه رفع ونصب وهما...في اسم وفعل ثم جر لزما"
"تخصيصه باسم وجزم ينفرد...به مضارع وإعراب يرد"
"مقدرا في نحو عبدي والفتى...وغير نصب كل منقوص أتى"
"كاسمع أخي داعي موليك الغنا...واحكم على اسم شبه حرف بالبنا"
"وفي كيدعو وكيرمي ويرى...فالرفع مع نصب الأخير قدرا"
"واظهر لنصب الأولين واحذف...آخر كل جازما كالتقتف"
"باب" والباب هو المدخل وهو على قسمين حسي ومعنوي فالحسي كباب الدار والمعنوي كباب أقسام الإعراب والإعراب ينقسم إلى قسمين لغة: واصطلاحا: ففي اللغة يطلق على خمس معان جمعها بعضهم بقوله:
بيان وحسن وانتقال تغير...وعرفان أي الإعراب في اللغة اعقلا
1 / 10
فمن البيان قوله ﷺ: "والثيب تعرب عن نفسها" أي تبين "وحسن" ومنه قوله تعالى: ﴿عرب أترابا﴾ أي حسانا والانتقال نحو أعربت الإبل عن مرعاها أي انتقلت من موضع إلى موضع "تغير" من قولهم أعربت معدة الرجل أي تغيرت "وعرفان" أعرب الرجل إذا كان عارفا بالخيل وأما في الاصطلاح فهو تغيير أواخر الكلمة بسبب تغيير العامل الداخلة عليها وقوله "رفع" ومعناه لغة العلو واصطلاحا تغير مخصوص علامته الضمة وما ناب عنها وقوله "ونصب" معناه لغة الاستقامة واصطلاحا تغير مخصوص علامته الفتحة وما ناب عنها وقوله "وهما" أي الرفع والنصب في الاسم والفعل نحو يضرب زيد ولن أضرب زيدا و"وجر" ومعناه لغة ضد الرفع وهو التسفل واصطلاحا تغير مخصوص علامته الكسرة وما ناب عنها ولا يكون إلا في الاسم وهذا معنى قوله "لزما تخصيصه باسم" نحو مررت بزيد فزيد مجرور بالباء "وجزم" ومعناه لغة القطع واصطلاحا تغير مخصوص علامته السكون وما ناب عنها "وينفرد به مضارع" نحو لم يضرب زيد فيضرب فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون الظاهر في آخره وقوله "وإعراب يرد" فإعراب مبتدأ ويرد خبره و"مقدرا" حال يعني أن الإعراب قد يكون لفظا وهو ما يظهر فيه الإعراب بجميع حركاته فتقول جاء زيد بالرفع ورأيت زيدا بالنصب ومررت بزيد بالجر فهنا ظهرت الحركات كلها وقد يأتي مقدرا فلا يمكن ظهور عمل العامل نحو هذا عبدي ورأيت عبدي ومررت بعبدي فالحركات الثلاث مقدرة على ياء المتكلم وجاء الفتى ورأيت الفتى
1 / 11
ومررت بالفتى فالحركات الثلاث مقدرة على الألف والمانع من ظهورها التعذر فجاء الفتى جاء فعل ماضي والفتى فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ورأيت الفتى رأيت فعل وفاعل والفتى مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ومررت بالفتى مررت فعل وفاعل وبالفتى جار ومجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وقوله "وغير نصب كل منقوص أتى" يعنى أن المنقوص يقدر فيه الرفع والجر نحو قام القاضي ومررت بالقاضي قام فعل ماضي والقاضي فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ومررت بالقاضي فعل وفاعل وبالقاضي جار ومجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل قال في الألفية:
والثاني منقوص ونصبه ظهر...ورفعه ينوى كذا أيضا يجر
وتظهر فيه الفتحة لخفتها في الياء نحو رأيت القاضي قوله "كاسمع أخي داعي موليك الغنا" تقدم المثال "واحكم على اسم شبه حرف بالبنا" يعنى أن الاسم إذا شابه الحرف في البناء فإنه يمنع من الصرف سواء شابهه في الوضع أو في المعنى، ومثال الوضع: ضربتنا؛ فالتاء مبينة، لشبهها بالحرف في وضعها على حرف واحد، ونا أيضا لشبهها بالحرف في وضعها على حرفين، ومثال المعنى في متى فإنها أشبهت همزة الاستفهام إذا كانت استفهاما وأن الشرطية إذا كانت شرطا قال ابن مالك:
1 / 12
كالشبه الوضعي في اسمي جئتنا...والمعنوي في متى وفي هنا
"وفي كيدعو" من قولك يدعو زيد يدعو فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعة الضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل وزيد فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة "كيرمي" نحو يرمي زيد يرمي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل وزيد فاعل "يرى" زيد يرى فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهرها التعذر وكذلك لن يرى زيد لن حرف نفي ونصب واستقبال يرى فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر فالرفع في الثلاثة مقدر وكذلك النصب في يرى مقدر وهذا معنى قوله "مع نصب الأخير قدرا واظهر لنصب الأولين" فتقول لن يدعو ولن يرمي لن حرف نفي ونصب واستقبال يدعو فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة والفاعل مستتر وجوبا تقديره أنا وزيدا مفعول به منصوب ومثله لن أرميه فأرمي منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره وقوله "واحذف آخر كل جازم كالتقتف" يعني هذه الأحرف الثلاثة الألف والواو والياء تحذف في الجزم فتقول لم يدع ولم يرم ولم ير "وجازما" حال من الفاعل المستتر في احذف لم يدع لم حرف نفي وجزم وقلب يدع فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الواو من آخره والضمة قبله دليل عليه لم يرم لم حرف نفي وجزم وقلب، يرم فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف الياء من آخره والكسرة قبله دليل عليه ولم ير لم حرف نفي وجزم وقلب ير فعل مضارع
1 / 13
مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف الألف من آخره والفتحة قبله دليل عليه ثم شرع يتكلم على إعراب الاسم المفرد وجمع التكسير فقال:
"باب إعراب الاسم المفرد وجمع التكسير"
"وجمع تكسير كفرد يعرب بالحركات وبفتح يجب"
"خفضهما في كل ما لا ينصرف المشبه الفعل بأن ذا يتصف"
"بعلتين أو بعلة تكن أغنت عن اثنتين من تسع وهن"
"جمع وعدل زاد وزن وصفه ركب وأنث عجمة ومعرفة"
"فاجعل مع الوصف الثلاث السابقة عليه ثم افعل بها كاللاحقة"
"فتجعل الست مع المعرفة والجمع يستغني بفرد العلة"
"ومثله مؤنث بالألف ومع إضافة وأل فلتصرف"
"باب أعراب الاسم المفرد" وحقيقته هو ما ليس مثنى ولا مجموعا ولا ملحقا بهما ولا واحدا من الأسماء الخمسة وجمع التكسير هو الاسم المتغير بناء مفرده في الجمع بزيادة أو نقصان أو تغيير حركة إذا اجتمعا فيه كقولك زيد إذا جمعته قل فيه الزيود فأما الزيادة فزيادة الواو وأما التغيير فالزاي الذي كان مفتوحا صار مضموما والياء التي كانت ساكنة صارت مضمومة والثاني اجتماع النقصان مع تغير الحركة نحو كتاب إذا جمعته تقول فيه كتب فاجتمع فيه نقصان الألف وتغيير الحركة.
الثالث تغيير الحركات فقط من غير زيادة ولا نقصان نحو سقف وسقف وأسد وأسد وقوله "وجمع تكسير كفرد" يعني أن جمع التكسير والاسم المفرد "يعرب" كل منهما بالحركة فتقول جاء زيد ورأيت زيدا ومررت بزيد
1 / 14
وجاءت الرجال ورأيت الرجال ومررت بالرجال وهذا إذا كانا منصرفين وأما إذا كانا غير منصرفين فإنهما يرفعان بالضمة وينصبان بالفتحة ويخفضان بالفتحة وإلى هذا أشار بقوله "وبفتح يجب خفضهما من كل مالا ينصرف" وقوله "المشبه الفعل" لأن الاسم إذا شابه الفعل يمنع من الصرف وحقيقة الاسم الذي لا ينصرف هو الذي لا يخفض ولا ينون ولا يدخل عليه الألف واللام وقد اجتمع فيه علتان فرعيتان أو علة تقوم مقام علتين وإلى هذا أشار بقوله "بعلتين أو بعلة تكن أغنت عن اثنتين من تسع وهن جمع" أجمع نحو مررت بمساجد ومصابيح وصليت في محاريب وإعرابه مررت فعل وفاعل بمساجد جار ومجرور مخفوض وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة والمانع له من الصرف صيغة منتهى الجموع. وقوله: "وعدل" نحو مررت بعمر وإعرابه مررت فعل وفاعل بعمر جار ومجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة والمانع له من الصرف العلمية والعدل لأن عمر معدول عن عامر "زد" نحو مررت بعثمان مررت فعل وفاعل بعثمان جار ومجرور مخفوض وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف والمانع له العلمية وزيادة الألف والنون "ووزن" الوزن مررت بأحمد مررت فعل وفاعل بأحمد جار ومجرور مخفوض وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف العلمية ووزن الفعل "الوصف" نحو مررت بأحمر مررت فعل وفاعل بأحمر جار ومجرور علامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة والمانع له من الصرف الوصف ووزن الفعل "ركب" مررت بمعد كرب
1 / 15
مررت فعل وفاعل بمعد كرب جار ومجرور مخفوض وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف بالمعرفة والتركيب المزجي "وأنث" مررت بزينب مررت فعل وفاعل بزينب جار ومجرور مخفوض وعلامة خفضه الفتحة نيابة عن الكسرة والمانع له من الصرف العلمية والتأنيث المعنوي كذلك مررت بفاطمة والمانع لها من الصرف المعرفة والتأنيث اللفظي "عجمة" مررت بميكائيل الحاصل أن الممنوع من الصرف ما فيه علتان من علل تسع أو علة واحدة تقوم مقام علتين فالعلة التي تقوم مقام علتين ما فيها ألف التأنيث مقصورة كانت ككسرى أو ممدودة كحسناء. والجمع الذي على وزن مفاعيل كدنانير فما فيه ألف التأنيث نوعان والجمع نوع ثالث وكلها من القسم الأول الذي لا ينصرف معرفا أو منكرا أو بقي منه ثلاثة أنواع وزن أفعل في الصفات وعلته وزن الفعل مع الوصف ووزن فعلان الذي مؤنثه فعلى وعلته زيادة الألف والنون مع الوصف ووزن مثنى وثلاث وعلته العدل مع الوصف فصار مدار هذه الأنواع الثلاثة على الوصفية إذا قارنتها أخرى وهذا معنى قول الناظم "فاجعل مع الوصف الثلاث السابقة عليه" وقوله "ثم افعل بها كالاحقة فتجعل الست مع المعرفة" أي مدارها على العلمية إذا قارنتها علة أخرى فصار مدار منع الصرف في غير ألف التأنيث والجمع على علتين وهما الوصف والعلمية إذا اقترن بهما علة أخرى، فالعلمية تقارنها ست علل والوصف يقارنه ثلاث علل من الست التي تقارن العلمية وقول الناظم والجمع يستغني بفرد العلة ومثله مؤنث بالألف أشار بعضهم إلى
1 / 16
ذلك بقوله
والجمع مع تأنيثهم بألف...قام مقام علتين فاعرف
"ومع إضافة وأل فلتصرف" هذا كقول ابن مالك:
وجر بالفتحة ما لا ينصرف...ما لم يضف أو يك بعد أل ردف
وإلا فإنه يخفض بالكسرة نحو مررت بإبراهيم القوم ودخلت في المساجد لأن الألف واللام والإضافة يبعد أنه من شبه الفعل ويقربانه من شبه الاسم فيدخل فيه ما يدخل في الاسم وهذا معنى قوله "ومع إضافة وأل فالتصرف"
"باب الأسماء الخمسة"
"ورفع خمسة من الأسماء...بالواو ثم جرها بالباء"
"وناب عن نصب الجميع الألف...وهي أب أخ حم وذو وفو"
"والشرط في إعرابها بما سبق...إضافة لغير ياء من نطق"
"وكونها مفردة مكبرة...كجا أخو أبيهم ذا ميسرة"
"ورفع خمسة من الأسماء" يعنى أن الأسماء الخمسة ترفع "بالواو" وتخفض بالياء كما قال "ثم جرها بالياء" وتنصب بالألف وإلى هذا أشار بقوله "وناب عن نصب الجميع الألف وهي أب" نحو جاء أبوك ورأيت أباك ومررت بأبيك جاء فعل ماض أبوك فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة والكاف مضاف مخفوض وعلامة خفضه الكسرة المقدرة لأنه مبني على الفتح، ورأيت أباك، رأيت فعل وفاعل أباك مفعول به منصوب بالألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الخمسة وأبا مضاف والكاف مضاف إليه
1 / 17
في محل جر، ومررت بأبيك مررت فعل وفاعل بأبيك جار ومجرور مخفوض وعلامة خفضه الياء نيابة عن الكسرة والكاف مضاف إليه في محل جر والجار والمجرور متعلق بمررت ومن الأمثلة في القرآن في الرفع ﴿قال أبوهم﴾ من أمثلة النصب "سقط يبحث عنه" وجاء أخوك ورأيت أخاك ومررت بأخيك وجاء حموك ورأيت حماك ومررت بحميك وجاء ذو مال ورأيت ذا مال ومررت بذي مال وهذا فوك ورأيت فاك ونظرت إلى فيك فكلها ترفع بالواو وتنصب بالألف وتخفض بالياء، "والشرط في إعرابها" أي الأسماء الخمسة "بما سبق" من الحروف أن تكون مضافة "لغير ياء من نطق" أي المتكلم فإن كانت غير مضافة أو أضيفت لياء المتكلم فإنها تعرب بالحركات "وكونها مفردة مكبرة" فإن ثنيت أو جمعت فإنها تعرب بالحروف أو الحركات فإن كانت مثناة نحو جاء أبوان رفعت بالألف أو كانت مجموعة جمع تكسير رفعت بالضمة الظاهرة نحو أبآؤك فجاء أبوان جاء فعل ماض أبوان فاعل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة وجاء أبآؤك فأبآؤك مرفوع بالضمة الظاهرة والكاف مضاف إليه في محل جر "مكبرة" فإن صغرت أعربت بالحركات فتقول جاء أبيك فأبي بالتصغير فاعل فجاء مرفوع بالضمة الظاهرة وأبي مضاف والكاف مضاف إليه مبني على الفتح في محل جر ولقد قلت في نظمنا اللؤلؤ المنظوم:
وشرطها أن لا تصغر وأن...تضاف لد للياء وأن تنفردن
1 / 18
ثم أتى بمثال مستوف للشروط وهو قوله "كجا أخو أبيهم ذا ميسرة" فأخو مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه فاعل وأبيهم مجرور بالياء نيابة عن الكسرة لأنه مضاف إليه وذا ميسرة حال منصوب بالألف نيابة عن الفتحة وميسرة مضاف إليه فهذا مثال جمع التكبير والإضافة والإفراد بقية المباحث ذكرتها في شرحنا الرحيق المحتوم.
"باب المثنى"
"والرفع في كل مثنى بالألف...والنصب والجر بياء وأضف"
"لاثنين واثنتين هذا العملا...كذا مع المضمر كلتا وكلا"
"نحو اشترى الزيدان حلتين...كلتهما لاثنين واثنتين"
"باب المثنى" والمثنى هو الاسم الدال على اثنين بزيادة في آخره صالحا للتجريد وعطف مثله عليه دون اختلاف المعنى والتثنية في اللغة هو التشفيع وفي الاصطلاح ضم اسم إلى مثله بشرط اتفاق اللفظين وأصل التثنية العطف وإنما عدلوا عنه للإيجاز والاختصار ويدل على أن أصلها العطف أن الشاعر إذا اضطر إلى الوزن رجع إليه مثل قول الشاعر:
ليث وليث في محل ضنك.
ولولا الوزن لقال ليثان فلما كان قولهم الزيدان أخصر من قولهم زيد وزيد زادوا على الواحد ألفا ونونا في حالة الرفع وياء ونونا في حالتي النصب والجر فقالوا جاء الزيدان ورأيت الزيدين ومررت بالزيدين وبقية بحث المسألة في المطولات قوله "والرفع في كل مثنى بالألف" نحو جاء الزيدان والعمران فجاء فعل ماض والزيدان فاعل مرفوع وعلامة رفعه
1 / 19
الألف نيابة عن الضمة والنون عوض عن الحركة، والعمران معطوف عليه والمعطوف على المرفوع مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة "والنصب والجر بياء" نحو رأيت الزيدين ومررت بالزيدين؛ رأيت فعل وفاعل والزيدين مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء المفتوح ما قبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الفتحة والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد. ومررت بالزيدين مررت فعل وفاعل بالزيدين جار ومجرور مخفوض وعلامة جره الياء المفتوح ماقبلها المكسور ما بعدها نيابة عن الكسرة "واضف لاثنين واثنتين" يعني أن اثنين واثنتين يرفعان بالألف كالمثنى في الإعراب "كذا مع المضمر كلتا وكلا" إلا أن هذه الأسماء ليست مثناة حقيقة لأنها لا تصلح للتجريد وعطف مثلها عليها. ثم أتى بالمثال فقال "نحو اشترى الزيدان" اشترى فعل ماض والزيدان فاعل مرفوع بالألف نيابة عن الضمة و"حلتين" مفعول به منصوب بالياء نيابة عن الفتحة "كلتاهما" مبتدأ مرفوع بالألف نيابة عن الضمة "لاثنين" جار ومجرور مخفوض بالياء نيابة عن الكسرة "واثنتين" معطوف عليها قال في الألفية:
بالألف ارفع المثنى وكلا...إذا يضمر مضاف وصلا
كلتا كذاك اثنان واثنتان...كابنتين وابنتين يجريان
وكان الأولى في كلتا المذكورة في النظم كلتيهما نعت للحلتين ولكن رفعها طلبا لتشخيص المثال وعلى هذه فيكون الخبر لاثنتين جار ومجرور المتعلق بمحذوف والله أعلم.
1 / 20