القواعد الحسان لتفسير القرآن

Абд ар-Рахман ибн Насир ибн ас-Саъди d. 1376 AH
154

القواعد الحسان لتفسير القرآن

القواعد الحسان لتفسير القرآن

Издатель

مكتبة الرشد

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م

Место издания

الرياض

Жанры

القاعدة السادسة والستون: من قواعد القرآن أنه يستدل بالأقوال والأفعال على ما صدرت عنه من الأخلاق والصفات وهذه قاعدة جليلة فإن أكثر الناس يُقْصر نطره على نفس اللفظ الدال على ذلك القول أو الفعل من دون أن يفكر في أصله وقاعدته التي أوجبت حضور ذلك الفعل والقول، والفطن اللبيب ينظر إلى الأمرين ويعرف أن هذا لازم لهذا، أو هذا ملزم لهذا. وقد تقدم ما يقارب هذا المعنى الجليل، ولكن لشدة الحاجة إليه أوردناه على أسلوب آخر، فمن ذلك أن قوله عن عباد الرحمن أنهم: ﴿يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا﴾ [الفرقان: ٦٣]، ذلك صادرعن وقارهم وسكينتهم وخشوعهم وعن حملهم الواسع وخلقهم الكامل وتنزيههم لأنفسهم عن مقابلة الجاهلين، ومثل قوله: ﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ [النمل: ١٧]، يدل على ذلك حسن إدارة المُلْك وكمال السياسة وحسن النظام. وقوله تعالى: ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ [القصص: ٥٥]، يدل على حسن الخلق ونزاهة النفس عن الخلاق الرذيلة وعلى سعة عقولهم وقوة حملهم واحتمالهم ومثل الأخبار عن أهل الجاهلية في تقتيل أولادهم خشية الفقر أو من

1 / 159