لا يبلى!، ثم ظل هو الاختبار الذى لابد أن تجتازه كل جماعة قبل أن يأذن الله لها بأمانة الاستخلاف فى الأرض .. إنما يختلف شكل الابتلاء، ولا تتغير فحواه!
ولم يصمد فريق من بنى إسرائيل - فى هذه المرة - للابتلاء الذى كتبه الله عليهم بسبب ما تكرر قبل ذلك من فسوقهم وانحرافهم .. لقد جعلت الحيتان فى يوم السبت تتراءى لهم على الساحل، قريبة المأخذ، سهلة الصيد. فتفوتهم وتفلت من أيديهم بسبب حرمة السبت التى قطعوها على أنفسهم!، فإذا مضى السبت وجاءتهم أيام الحل، لم يجدوا الحيتان قريبة ظاهرة، كما كانوا يجدونها يوم الحرم! .. وهذا ما أمر رسول الله ﷺ أن يذكرهم به، ويذكرهم ماذا فعلوا وماذا قالوا.
على أية حال، لقد وقع ذلك لأهل القرية التى كانت حاضرة البحر من بنى إسرائيل .. فإذا جماعة منهم تهيج مطامعهم أمام هذا الإغراء، فتتهاوى عزائمهم، وينسون عهدهم مع ربهم وميثاقهم، فيحتالون الحيل - على طريقة اليهود - للصيد فى يوم السب! وما أكثر الحيل عندما يلتوى القلب، وتقل التقوى، ويصبح التعامل مع مجرد النصوص، ويراد التفلت من ظاهر النصوص.
إن أوامر الشريعة ونواهيها لا يحرسها مجرد وجود النصوص فى الكتب أو على ألسنة الدعاة والوعاظ، بل ولا السيف ولا المدفع، إنما