183

The Foundations of Attaining God Almighty

أصول الوصول إلى الله تعالى

Издатель

المكتبة التوفيقية

Номер издания

الثانية

Место издания

القاهرة

Жанры

كلمة خطيرة لابن الجوزى يقول فيها " تصر على المعاصى وتصانع ببعض الطاعات والله إن هذا لمكر " اهـ.
فتراه قد واعد البنت الفلانية ليقابلها غدا، ويجلس فى المسجد أمام الخطيب وهو يفكر فى الموعد .. إصرار على المعصية .. أتمكر بربك؟! .. يأكل الحرام وواعد على رشوة، ومع ذلك يصلى ويتصدق وحاجز فى العمرة .. تمكر بمن؟!. وستجد من يجلس فى المسجد يستغفر وهو يحمل علبة السجائر .. مصر على المعصية، ويقول: اللهم تب علىّ! .. بمن تمكر؟!! .. وأعجب من هؤلاء جميعا من إذا سمع بهذا الكلام قال معاندا: إذا والله لن أتوب ولن أصلى .. لا .. أنا لا أقول ذلك الكلام لتقول هذا، ولكن أقوله لكى لا تمكر بربك .. فهو الذى خلقك ويعلمك.
فالذى قد واعد البنت الفلانية وجاء ليصلى يمكر .. نعم: هذا مكر .. وتعجب من قوله حين يسمع بهذا الكلام: أنا آسف، ولن أصلى بعد ذلك .. وهذا هو الغلط .. هذا هو العور فى البصيرة .. فبدلا من أن تقول: تبت إلى الله، تقول هذا الكلام؟! .. سلم يا رب سلم .. تصر على المعاصى وتصانع ببعض الطاعات إن هذا لمكر .. فالمفترض والمتوقع حينما أقول لك هذا الكلام أن تقول: لا للمعصية، لا أن تقول: لا للطاعة!!.
وفرق كبير بين الذى يعصى ثم يستغفر ويتوب ويندم ويعزم على ألا يعود، وبين من يمكر السيئات .. وفرق كبير من يعمل السوء بجهالة ثم يتوب من قريب، وبين الذى يدبر ويمكر ويصر ويستمر.

1 / 195