174

The Foundations of Attaining God Almighty

أصول الوصول إلى الله تعالى

Издатель

المكتبة التوفيقية

Номер издания

الثانية

Место издания

القاهرة

Жанры

الأول: استواء النعمة والبلية عند العبد، لأنه يشاهد حسن اختيار الله له.
الثانى: سقوط الخصومة عن الخلق، إلا فيما كان حقا لله ورسوله ﷺ.
فالراضى لا يخاصم ولا يعاتب إلا فيما يتعلق بحق الله، وهذه كانت حال رسول الله ﷺ، فإنه لم يكن يخاصم أحدا، ولا يعاتبه إلا فيما يتعلق بحق الله، كما أنه لا يغضب لنفسه، فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه شىء حتى ينتقم لله. فالمخاصمة لحظ النفس تطفىء نور الرضا وتذهب بهجته، وتبدل بالمرارة حلاوته، وتكدر صفوه.
والشرط الثالث: الخلاص من المسألة للخلق والإلحاح، قال - تعالى - " يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا " (البقرة: ٢٧٣). قال ابن عباس: إذا كان عنده غداء لم يسأل عشاء، وإذا كان عنده عشاء لم يسأل غداء.
ثم يبين ﵀ أن منع الله - تعالى - لعبده عطاء، وابتلاءه إياه عافية فيقول:
" فإنه - سبحانه - لا يقضى لعبده المؤمن قضاء إلا كان خيرا له، ساءه ذلك القضاء أو سره. فقضاؤه لعبده المؤمن عطاء، وإن كان فى صورة المنع. ونعمة، وإن كانت فى صورة محنة.
وبلاؤه عافية، وإن كان فى صورة بلية. ولكن لجهل العبد وظلمه لا يعد العطاء والنعمة والعافية إلا ما التذّ به فى العاجل، وكان ملائما لطبعه. ولو رزق من

1 / 186