الأربعون العقدية
الأربعون العقدية
Издатель
دار الآثار
Номер издания
الأولى
Год публикации
٢٠٢١ م
Место издания
مصر
Жанры
مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ...» (^١).
** وفي حديث جبريل ﵇ لما سأل النبيَّ ﷺ عن الساعة، قال النبي ﷺ: «ما المسئولُ عنها بأَعْلَمَ مِنَ السّائِلِ». وقد استنبط العلماء من هذا الحديث أن الملائكة لا يعلمون متى الساعةُ. ...
** ولما سمع النَّبِيُّ ﷺ جاريةً تقول: "وَفِينَا نَبِيٌّ يَعْلَمُ مَا فِي غَدِ" قَالَ لها ﷺ: «دَعِي هَذِهِ، وَقُولِي بِالَّذِي كُنْتِ تَقُولِينَ؛ ما يَعلمُ ما في غَدٍ إلا اللهُ» (^٢).
٢) القسم الثاني- الغيب النسبي) متعلق بالمخلوق):
وهو الذي يتعلق بالمخلوق، أي: يعلمه بعض المخلوقين ولا يعلمه بعضهم، فيكون بالنسبة لك غيبًا، وبالنسبة لغيرك معلومًا، فهذا إنما يُسمى غيبٌ بالنسبة للجاهل به الذي لا يعلمه، وليس بغيبٍ للذي يَعلمه. ** ومثال ذلك: في قول عيسى ﵇ لقومه: ﴿... وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ...﴾ [آل عمران: ٤٩].
** والآيات في ذلك كثيرة، ومنها ما يلي:
الحوادث التاريخية، فإنها غيب بالنسبة لمن لم يَعلم بها، لذلك قال الله -تعالى- للنبي ﷺ: ﴿ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ﴾ [آل عمران: ٤٤]، وقوله -تعالى-: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ...﴾ [الجن: ٢٦ - ٢٧]، وفي قوله: ﴿... وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ...﴾ [آل عمران: ١٧٩].
وبهذا يتبين أن النبي ﷺ لم يكن يعلم الغيب علمًا كليًّا، وإنما كان يعلمه علمًا
(^١) أخرجه أحمد (٤٣١٨)، وانظر الصحيحة (١٩٩). (^٢) أخرجه البخاري (٣٧٧٩) والترمذي (١٠٩٠).
1 / 96