359

الأربعون العقدية

الأربعون العقدية

Издатель

دار الآثار

Номер издания

الأولى

Год публикации

٢٠٢١ م

Место издания

مصر

Жанры

والتوكل على الله واجب من أعظم الواجبات، كما أن الإخلاص لله -تعالى- واجب، وقد أمر الله عباده بالتوكل عليه في كل أمر من أمورهم.
وهو عبادة من أعظم العبادات، قال تعالى: (وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) (المائدة: ٢٣)
فقد أمر الله ﷿ عباده بالتوكل، والله لا يأمر إلا بما يحب، فلما كان التوكل محبوبًا لله دل ذلك أنه عباده.
*ومن السنة: قوله ﷺ في صفات السبعين الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب: (وعلى ربهم يتوكلون).
ووجه الدلالة:
لما عدَّ النبي ﷺ التوكل على الله من صفات أهل الجنة، دل ذلك على أنه عبادة لله ﷿، فالعبادات هي الأسباب الموصلة إلى جنة الله ﷿، بعد أن يتغمدنا الله -تعالى-برحمته.
وعليه نقول: لما ثبت أن التوكل عبادة، فإنه تجري عليه القاعدة التي تسير على كل العبادات:
(كل ما ثبت بالكتاب والسنة أنه عبادة، فصرفه لله توحيد، وصرفه لغير الله شرك)
*فإن قيل: التوكل على غير الله ﷿، هل هو شرك أكبر أم شرك أصغر؟؟
فجوابه على تفصيل:
١ - الحالة الأولى: أن يكون شركًا أكبر، وهو أن يتوكل على أحد من الخلق فيما لا يقدر عليه إلا الله عزوجل، كجلب نفعٍ أو دفع ضرٍ.
٢ - الحالة الثانية: أن يكون شركًا أصغر:
إن اعتمد على مخلوق في أمر أقدره الله ﷿ عليه من جلب رزق أو دفع أذي أو قضاء حاجة من مصالح الدنيا، مع اعتقاده أن الأمر كله لله ﷿، ولكن صرف جزءًا من توكله إلى هذا المخلوق، فهو شرك أصغر.
*سؤال: هل التوكل ينافي الأخذ بالأسباب؟
التوكل على الله ﷿ لا يعني ترك الأسباب ولا ينافي الأخذ بها، فإن الله الذي أمر بالتوكل عليه هو الذي أمر بالأخذ بالأسباب وتعاطيها، قال تعالى (وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ

1 / 382