Пятый столп
الركن الخامس
Издатель
دار اقرأ للطباعة والنشر والتوزيع
Место издания
دمشق- سوريا
Жанры
الدوائر الصغرى على الدائرة الكبرى دائرة الانتماء للأمة المسلمة، فصارت تلك الدوائر عوامل هدم ونقض، وهي التي سنّها الله في المجتمعات عوامل تنوّع وتكامل.
كل هذا ينصهر في وجدان وعقل المسلم فتتبخر تحت أشعة الحج الرّبّانية كل الفوارق والحواجز في جسد إسلامي واحد يلهج بذكر الله، وبنداء العبودية، ونداء التوحيد الخالد: لبَّيك اللهم لبَّيْك. جاء في كتاب "الكعبة مركز العالم": "والحج انتصار للقومية الإسلامية على القوميات الوطنية والعنصرية واللسانية التي قد يصبح بعض الشعوب الإسلامية فريستها تحت ضغط عوامل كثيرة.
وهو إظهار لشعار هذه القومية الإسلامية، فتتجرد جميع الشعوب الإسلامية عن جميع ملابسها وأزيائها الأقليمية التي تميز بعضها عن بعض، ويتعصّب لها أقوام، وتظهر كلّها في مظهر واحد هو الإحرام، في لغة الدين والفقه، وفي مصطلح الحج والعمرة، حاسرة رؤوسها، ما بين رئيس ومرؤوس، وصغير وكبير، وغني وفقير، وتهتف كلها في لغة واحدة تلبيةَ رسول الله ﷺ فيما رواه الشيخان وغيرهما عن نافع عن ابن عمر ﵄ أن تلبية رسول الله ﷺ: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، إنَّ الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
وهكذا تتجلى القومية الإسلامية في اللباس والهتاف وهما من أوضح ماتجلّتْ فيه قومية، وفي وحدة المناسك والغايات التي يقوم بها جميع الأفراد والشعوب، ويسعى إليها العرب والعجم، ويلتقي عليها القاصي والداني، فكلهم يطوفون حول بيت واحد، ويسعون بين غايتين مشتركتين: "الصفا والمروة" وكلهم يقصدون مِنى، وكلهم يؤمون عرفات، ويقفون في موقف واحد، وكلهم يبيتون في مبيت واحد، ويفيضون إفاضة واحدة: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ
1 / 34