Прощание Пророка ﷺ с его народом

Саид бин Вахф аль-Кахтани d. 1440 AH
41

Прощание Пророка ﷺ с его народом

وداع الرسول ﷺ لأمته

Издатель

مطبعة سفير

Место издания

الرياض

Жанры

إن أبا بكر رجل أسيف (١)، وإنه متى يقم مقامك لا يُسمع الناس، فلو أمرت عمر؟ فقال: «مروا أبا بكر فليصلِّ بالناس»، قالت: فقلت لحفصة: قولي له إن أبا بكر رجل أسيف، وإنه متى يقم مقامك لا يُسمع الناس، فلو أمرت عمر، فقالت له: فقال رسول اللَّه ﷺ: «إنكنَّ لأنتنَّ صواحبُ يوسف، مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس»، فقالت حفصة لعائشة: [ما كنت لأصيب منك خيرًا]، قالت عائشة: فأمروا أبا بكر يصلي بالناس، فلما دخل في الصلاة وجد رسول اللَّه ﷺ من نفسه خِفَّة، فقام يهادى بين رجلين، ورجلاه تخطّان في الأرض، حتى دخل المسجد، فلما سمع أبو بكر حسّه ذهب يتأخر، فأومأ إليه رسول اللَّه ﷺ: «قم مكانك»، فجاء رسول اللَّه ﷺ حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان رسول اللَّه ﷺ يصلي بالناس جالسًا، وأبو بكر قائمًا يقتدي أبو بكر بصلاة النبي ﷺ ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر» (٢). والسبب الذي جعل عائشة ﵂ تراجع النبي ﷺ في إمامة أبي بكر بالصلاة هو ما بيَّنَتْه في رواية أخرى، قالت ﵂: «لقد راجعت رسول اللَّه ﷺ في ذلك، وما حملني على كثرة مراجعته إلا أنه لم يقع في

(١) أسيف: شديد الحزن: والمراد أنه رقيق القلب إذا قرأ غلبه البكاء، فلا يقدر على القراءة. فتح، ٢/ ١٥٢، و١٦٥، و٢٠٣. (٢) البخاري، برقم ٧١٣، ٢/ ٢٠٤ ومسلم، برقم ٤١٨، وقول حفصة ﵂: ما كنت لأصيب منك خيرًا. البخاري، برقم ٦٧٩.

1 / 42