Толкование слов Его Всевышнего «Поистине, страшатся Аллаха из Его рабов только обладающие знанием»

Ибн Раджаб аль-Ханбали d. 795 AH
20

Толкование слов Его Всевышнего «Поистине, страшатся Аллаха из Его рабов только обладающие знанием»

الكلام على قوله تعالى ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾

Исследователь

أبي مصعب طلعت بن فؤاد الحلواني

Издатель

الفاروق الحديثة للطباعة والنشر

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م

Жанры

وعن الحسن البصري أنَّه سئل عنها، فَقَالَ: هم قوم لم يعلموا ما لهم وما عليهم. قِيلَ لَهُ: أرأيت لو كانوا علموا؟ قال: فليخرجوا منها فإنها جهالة. ومما يُبين أن العِلْم يوجب الخشية، وأن فقده يستلزم فقد الخشية وجوه: أحدها: أن العِلْم بالله تعالى وماله من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية. وبهذا فسر الآية ابن عباس فَقَالَ: يريد إِنَّمَا يخافني من علم جبروتي وعزتي وجلالي وسلطاني. ويشهد لهذا قول النبي ﷺ: "إني لأعلمكم بالله وأشدكم له خشية" (١). وكذلك قوله ﷺ: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا" (٢). وفي "المسند" (٣) وكتاب الترمذي (٤) وابن ماجه (٥) من حديث أبي ذر، عن النبي ﷺ قال: «إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، إِن السَّمَاءُ أَطَّت وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، لَيسَ فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ﷿، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا،

(١) أخرجه البخاري (٦١٠١) ومسلم (٢٣٥٦) من حديث عائشة بلفظ، "فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية". (٢) أخرجه البخاري (٤٦٢١، ٦٤٨٦)، ومسلم (٢٣٥٩) من حديث أنس. (٣) (٥/ ١٧٣). (٤) برقم (٢٣١٢). وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ويروى من غير هذا الوجه أن أبا ذر قاله: لوددت أني شجرة تعضد. وقال الترمذي: وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة وابن عباس وأنس. (٥) برقم (٤١٩٠).

2 / 789