220

الدلالات العقدية للآيات الكونية

الدلالات العقدية للآيات الكونية

Издатель

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

Место издания

اللملكة العربية السعودية

Жанры

ويقسم بها على أن القيامة حق، وعلى البعث والجزاء كما قال تعالى: ﴿فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ﴾ (^١) فاقسم الله ﷿ بنفسه وبربوبيته للسماء على أن ما وعدهم به من أمر القيامة والبعث والجزاء أنه حقٌ لا مرية فيه (^٢).
وكان عمر ﵁ إذا أقسم قال: "أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض" (¬٣).
٣ - التوسل:
قال الله تعالى: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ (^٤)، فيوسف الصديق ﵇ دعا ربه ﷿ لما تمت النعمة عليه باجتماعه بأبويه وإخوته، وما مَنَّ الله به عليه من النبوة والملك، وسأل ربه ﷿ متوسلا إليه بربويته وخلقه لهذه المخلوقات العظيمة - والتي منها السماوات- أن يتوفه مسلمًا، وأن يلحقه بالصالحين (^٥).
وكان من دعائه ﷺ إذا قام من الليل في افتتاح صلاته: "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم" (^٦).

(^١) الذاريات: ٢٣.
(^٢) انظر: تفسير القرطبي: ١٧/ ٤١، وتفسير ابن كثير: ٧/ ٤٢٠.
(^٣) صحيح البخاري: كتاب الفرائض، باب قول النبي ﷺ: لا نورث ما تركنا صدقة: ١٢٨٥ برقم (٦٧٢٨).
(^٤) يوسف: ١٠١.
(^٥) انظر: تفسير الطبري: ١٣/ ٨٨، وتفسير القرطبي: ٩/ ٢٧٠.
(^٦) صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب دعاء النبي ﷺ ودعائه بالليل: ١/ ٥٣٤ برقم (٧٧٠).

1 / 238