217

الدلالات العقدية للآيات الكونية

الدلالات العقدية للآيات الكونية

Издатель

دار ركائز للنشر والتوزيع-الرياض

Место издания

اللملكة العربية السعودية

Жанры

مخلصا له فهو خالق هذه الأشياء ومخترعها ومسخرها ومقدرها ومدبرها، الذي بيده ملكوت كل شيء، وخالق كل شيء وربه ومليكه وإلهه" (^١).
ب- الخوف والخشية والمراقبة:
أخبر الله ﷿ أنه يعلم السرائر والظواهر، وأن علمه محيط بالخلق في سائر الأحوال، وبجميع ما في السماوات والأرض، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (^٢).
"وهذا تنبيه منه لعباده على خوفه وخشيته، وألا يرتكبوا ما نهى عنه وما يبغضه منهم، فإنه عالم بجميع أمورهم" (^٣)، وأن يراقبوه في كل أحوالهم فإن علمه محيط بكل شيء في السماوات والأرض.
ج- التوكل:
إنَّ من له ملك السماوات والأرض هو الذي يجب أن يتوكل عليه ولا يتوكل على غيره (^٤)، قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا﴾ (^٥).
وقال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ﴾ (^٦).
فالذي خلق السماوات والأرض هو الذي يجب أن يتوكل عليه فإنه عالم

(^١) تفسير ابن كثير: ٣/ ٢٩٢.
(^٢) آل عمران: ٢٩.
(^٣) تفسير ابن كثير: ٢/ ٣١، وانظر: تفسير ابن سعدي: ١٢٧.
(^٤) انظر: تفسير البغوي: ١/ ٦٠٩.
(^٥) النساء: ١٣٢.
(^٦) هود: ١٢٣.

1 / 235