Изображения исламских СМИ в Священном Коране - Исследование тематического толкования
صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم - دراسة في التفسير الموضوعي
Жанры
صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم
دراسة في التفسير الموضوعي
بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في التفسير
إعداد الطالب / عاطف إبراهيم المتولي رفاعي
إشراف فضيلة الدكتور / حاتم محمد منصور مزروعة
كلية العلوم الإسلامية
قسم التفسير وعلوم القرآن
عمادة الدراسات العليا
جامعة المدينة العالمية
ماليزيا
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
Неизвестная страница
بسم الله الرحمن الرحيم
1 / 2
قرار توصية اللجنة
1 / 3
ملخص البحث
هذا البحث دراسة في التفسير الموضوعي، حاول فيه الباحث إبراز صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم، ومن أجل تحقيق هذا المقصد تناول الباحث الإعلام ونشأته ومراحل تطوره، ووسائله المتعددة، ومكوناته المختلفة، كما عرض للاتجاهات الحاكمة للمؤسسات الإعلامية، ومذاهبها، ونظرياتها المتعددة، وأهدافها.
ثم كان الحديث عن الإعلام الإسلامي وتناوله الباحث، تعريفًا، وإبانةً عن دواعي ظهوره، ومنطلقاته، وأهدافه التي يسعى إلى تحقيقها، وخصائصه المميزة، ووسائله العديدة التي تمكنه من توصيل رسالته وتحقيق الأهداف المحددة من منظومة الإعلام الإسلامي.
وبعد ذلك تكلم الباحث عن الإعلام في القرآن الكريم، عن طريق بيان أن القرآن هو أعظم وسيلة إعلامية عرفها تاريخ الإنسانية، وبيَّن الباحث المفاصل الإعلامية الرئيسة في القرآن الكريم، والتي تمثلت في تحديد مهمة الرسل جميعًا، وهي القيام بالبيان والبلاغ، والتزام الرسل بأداء الرسالة الإعلامية الربانية كما هي بدون زيادة أو نقصان، كما اتضح أن الإعلام القرآني إعلام شامل يحرك ويؤثر في جميع المجالات.
واشتمل البحث على بيان أن الإعلام القرآني له خصائص تفرد بها عن غيره من سائر اتجاهات الإعلام الأخرى، منها أنه رباني، وأنه يعتمد الحقائق مصدرًا وحيدًا، والمصداقية، والبرهنة العقلية للإقناع، والانحياز التام لمكارم الأخلاق، والتفاعلية الإيجابية مع الأحداث، وكامل العدالة والإنصاف، وهي ما يعبر عنها الآن بالشفافية الكاملة والموضوعية التامة.
كما أظهر البحث وسائل الإعلام في القرآن الكريم ومنها: تنوع الخطاب، والقصص، وضرب الأمثال، والتكرار، والجدال، والحوار مع المخالفين، والترغيب والترهيب.
ثم استعرض الباحث صور الإعلام في القرآن الكريم، واستخرج ستة أنواع هي: الإعلام العقدي، والسياسي، والعسكري، والاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، مع تعريف كل نوع من أنواع الإعلام التعريف المبين، الكاشف عن حقيقته، موضحًا أهداف كل نوع منه، وخصائصه، والصور المتنوعة له، والأساليب الإعلامية التي جاء بها القرآن الكريم.
وقد كُتِبَ هذا البحث رجاء أن تكون كلماته لبنة في صرح إعلامنا القرآني، وطمعًا في الدلالة على معين صافي، ومداد لا ينقطع، لوسائل إعلامنا الإسلامي، والله ولي المؤمنين.
1 / 4
This research study in the objective interpretation، try the researcher to highlight the images of Islamic Information in the Koran، and in order to achieve this objective researcher dealt with the media and its origins and stages of development، and means of multiple، and its various components، also presented the trends of the ruling of the media institutions، creeds، and doctrines، multiple objectives.
Then there was talk of Islamic Information and dealt with the researcher، by definition، and indicate the reasons for his appearance، and the origins and goals، which seek to achieve، and characteristics، and the many means which enables it to deliver his message and to achieve specific objectives of the system of Islamic media.
And then speak a researcher from the media in the Koran، through the statement that the Koran is the greatest information tool known in the history of humanity، and the researcher joints media key in the Holy Quran، which was to define the task of the apostles all، is to do the statement and author، and the commitment of the Apostles performance of the message Lord's media as it is without an increase or decrease، as it turns out that the media Quranic comprehensive information drives and affects all areas.
The research involved a statement that the media Quranic has the characteristics of the uniqueness of it from other all other trends in other media، including that it brought me، and that he supports finding a single source، credibility، and to demonstrate mental persuasion، and aligned the full morals، and interactive positive with events، and full justice and equity، What passes now for full transparency and objectivity full.
Research has also shown the media in the Quran، including: the diversity of speech، stories، proverbs، repetition، and debate، and dialogue with the offenders، and the carrot and the stick.
Then reviewed the researcher Photos Media in the Koran، and extracted six types: information lumpy، political، military، economic، social and cultural development، with the definition of each type of media profile shown، Reagent for the truth، explaining the objectives of each type of it، and its properties، and images His diverse، and methods of information brought by the Holy Quran.
He has written this research in the hope that his words be brick in the edifice of Quranic let us know، and hope، as the evidence on a particular net، and the ink، not broken، let us know of the means of the Islamic، and God is faithful.
1 / 5
شكر وتقدير
الحمد لله أولًا وآخرًا، لا أحصي ثناءً عليه، أحمده كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه.
ثم شكري وامتناني لجامعة المدينة العالمية المباركة، التي أتاحت لنا هذه الفرصة العلمية العظيمة الجادة لمواصلة الطريق في التحصيل العلمي، فلكل القائمين عليها أساتذة وإداريين التقدير والثناء على هذه الجهود المشهودة النافعة.
وأتقدم بالشكر الجزيل لفضيلة الدكتور / حاتم مزروعة - حفظه الله - المشرف على الرسالة، والذي خصني بتوجيهاته السديدة، وونصائحه الرشيدة، حتى انتهيت من هذا البحث على هذا النحو من الترتيب، وأرجو الله تعالى أن يديم عليه التوفيق وأن يبارك له، وينفع به طلاب العلم.
ولإخواني الأفاضل - وهم كثيرون - الذين دعموني وشجعوني لمواصلة البحث، والدراسة، فلهم جزيل الشكر، وعظيم الامتنان، ويدهم البيضاء لا أجزيها ولكن يجزيها رب العالمين سبحانه فضلًا منه وتكرمًا.
1 / 6
المقدمة
الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، خلق الإنسان، علمه البيان، وجمله بالبنان والجنان، وزينه بمنطق اللسان، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أوتي جوامع الكلم والتبيان، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الذين قاموا بنشر دينه، وسلكوا سبيله في التبليغ والإعلام أما بعد
فأمتنا الإسلامية تواجه صراعًا معلنًا وخفيًا لم يسبق له مثيل، مخططات تستهدف أصولها ومبادئها، ومكر بالليل والنهار لتذويبها وسلخها من دينها، عمل دؤوب لقلب الحقائق، وتمييع المفاهيم، وإغراق المجتمعات المسلمة بشتى صنوف الشهوات والشبهات، حتى غدا أمر الأمة ملتبسًا، وحالها في التيه والغواية مرتكسًا، ونشأ جيل بل أجيال لا تعرف سوى اسم الإسلام ورسم القرآن، ولا علاقة لهم بشعائره وشرائعه.
وقد مرت قرون اعتمدت فيها قوى الظلام الكافرة والأمم المستكبرة على قوتها العسكرية في إخضاع الشعوب وتليين قناتها، وربط مقدراتها بمصالحها رباط العبد الذليل على باب سيده، غير أن كل هذه القوة والجبروت كانت غالبًا ما تعود خائبة مهما مر من سنين وأيام؛ هذا غير ما كانت تحدثه من يقظة هائلة في وجدان المسلمين تزيدهم قوة في المواجهة وقدرة على تحقيق الانتصار والتحرر.
ومن هنا تغيرت مخططات أعداء الأمة فعمدوا إلى تمزيق وحدتها، ببث روح الفرقة، وإثارة النزاعات العرقية والمذهبية، سلاحهم الأكبر الذي يستخدم في هذا الصراع المحموم هو وسائل الإعلام المختلفة مرئية ومسموعة ومقروءةً وتكنولوجية.
وعبر هذه الوسائل ينهال على المسلمين كم رهيب من صور الفساد العقدي والانحراف الخلقي، الذي باتت تضج منه أمة الإسلام، وتصطلي بناره، خاصة وأن كثيرًا من القائمين على هذه الوسائل من أبناء الأمة الذين تنكبوا الطريق وتنكروا لأمتهم ودينهم، ورضوا بأن يكونوا أداة طيعة، بل ورؤوس حربة لأعداء الأمة ومخططاتهم الخبيثة.
1 / 2
وقد مر دهر طويل وساحة الإعلام لا تجد صوتًا مسلمًا يدافع أو ينافح عن دين الأمة وسبب عزتها وصمام أمانها، وخلت الساحة لكل ناعق ومارق، يفسدون ولا يصلحون، يصرفون الناس عن دين ربهم، أوهنوا الهمم، وأسقطوا القيم، يستهزئون ويسخرون بالخير والدعاة إليه، ويقدمون ويمجدون سبل المعاصي والآثام وسائلهم في ذلك المال الحرام واللحم الحرام، واشتد ظلام الفتن، ويأس الكثيرون من الصلاح، وفرط الكثيرون في الإصلاح.
وتصديقًا لقول الحق تعالى ﴿وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠)﴾ (١).
ظهرت مؤسسات إعلامية تتخذ الإسلام مرجعًا لها، تعمل وفق ضوابطه، وتلتزم بأحكامه، ففرح المسلمون الصادقون بها، وتأملوا فيها الخير، وانتظروا منها بيان حقائق الإسلام وصفاء عقيدته ونقاء شعائره ومتانة شريعته وصلاحيتها لكل زمان ومكان.
ولقد تنادى المخلصون من أبناء الأمة بضرورة دعم هذا الكيان الإعلامي الإسلامي، إيمانًا منهم بخطورة وسائل الإعلام، ومسيس الحاجة إليها، حفاظًا على الهوية، وصيانة للمجتمعات المسلمة من الأفكار المنحرفة والهجمات الحاقدة على دين الأمة عقيدة وشريعة.
ومن هنا تعددت المؤلفات والدراسات حول الإعلام الإسلامي فأفرزت جهودًا مشكورة، وأفكارًا بديعة، تتحدث عن الأصول، والمقومات، والمبادئ، والخصائص، والوسائل.
ويبقى المجال خصبًا رحيبًا، للطامحين لخدمة دينهم وأمتهم ليبدعوا في مجال الإعلام الإسلامي، ويفتحوا الآفاق واسعة أمامه من خلال ما يستخرجون كل يوم من فنون جديدة في الوسائل الإعلامية التي تتسق وأحكام الدين، وترتكن للكتاب والسنة، وهما المنهل العذب المورود، والمعين الصافي المقصود.
_________
(١) - سورة الحج. آية: ٤٠
1 / 3
أهمية الموضوع
تبوأ الإعلام مكانة خطيرة في عصرنا الحاضر، وتنافست في مجالاته الدول، فسارعوا إلى تشييد صروحه، وتوفير كوادره المدربة، وتسخير قدراتهم المادية لدعم المؤسسات الإعلامية التي تخدم أهدافهم المعلنة منها والخفية، ذلك أنهم بوسائل الإعلام يغزون الأمم، يذوبون هوياتها، يسيطرون على العقول ويتلاعبون بالقيم، يوجهون ويؤيدون السياسات التي توافق مخططاتهم وتحقق مصالحهم، وتمادوا في هذا تماديا عظيمًا، حتى غلب على الإعلام صبغة كئيبة، ومناهج منحرفة، وأساليب ملتوية، تروج للشرور والآثام، تنكر المعروف، وتحتفي بالمنكر، وتنشر الإباحية والفساد.
وعلى هذا الطريق المُسْتَغْرِبِ سارت وسائل الإعلام، ففرخت فراخًا من أبواق الضلالة وأعلام الغواية؛ التي حصدت شعوبنا الإسلامية من جرائها الضعف والهوان بسبب التعلق بالشهوات ونشر الشبهات، فكم من شعوب خلعت تعاليم الإسلام، وتحولت إلى مسخ بين الخلق فلا دنيا أقاموا ولا دينا أبقوا.
ومن بين هذه الظلمات المدلهمة، وبعد مخاض عسير، بزغ نجم إعلام جديد، إعلام رضي بالله سبحانه ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﵊ نبيًا، وبشريعته دستورًا، يروم إصلاح الخلل، وسد النقص، وترشيد مسيرة الأمة، وإعادة الوعي لأفرادها، من خلال إظهار محاسن دين الإسلام، ورد المجتمعات إلى الصراط المستقيم، والخلق القويم، ويعتمد في هذا السبيل على كتاب رب العالمين، وهو الحجة والدليل، وسنة سيد المرسلين عليه أتم الصلاة والتسليم، ورغم كل الجهود العظيمة المبذولة؛ يبقى هذا المجال الجسيم ميدانًا مفتوحًا، محتاجًا إلى تكاتف جهود الأمة، لدعمه وعونه، مع السعي لتأصيله وربطه الرباط القوي بالعروة الوثقى وحبل الله المتين، وفيه الهدى والنور والبيان لمنطلقاته وغاياته وصوره وأساليبه.
أسباب اختيار الموضوع
أ) التأثير الهائل للإعلام في عصرنا الحاضر
ب) الانحراف الكبير في بوصلة كثير من وسائل الإعلام.
1 / 4
ت) ظهور العديد من وسائل الإعلام الإسلامي وانتشارها.
ث) التنافس الشديد بين وسائل الإعلام الإسلامي وغيره على كسب جمهور المتلقين.
ج) الحاجة الماسة لوضع الأطر الشرعية لعمل وسائل الإعلام الإسلامي وتأصيلها وربطها بإحكام بمقاصد الشريعة من الكتاب والسنة.
بيان عطاء القرآن الواسع، وقيامه في كل زمان ومكان بمتطلبات الإصلاح، والنهوض بالأمة، وأنه معين لا ينضب لكل ملتمس هدى ورشاد.
مشكلة البحث
ولما كانت وسائل الإعلام تحكمها توجهات مالكيها ومذاهبهم السياسية والاقتصادية والأخلاقية وغيرها؛ كان الواجب علينا تأصيل العمل بوسائل إعلامنا الإسلامي وتأسيسه على دستور الأمة المحفوظ من التبديل والنقصان ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢)﴾ (١).
فتبادر إلى ذهن الباحث أسئلة منها:
- هل يمكن لنا ربط وسائل إعلامنا بكتاب ربنا سبحانه؟.
- وهل نستطيع تلمس أصول البلاغ والإخبار في آياته؟.وكيف نستلهم منه أسس التوجيه والبيان الإعلامي؟.
- وهل نتوصل من خلال دراستنا لآيات الكتاب العزيز لاستخراج صور الإعلام الإسلامي بمختلف أنواعه واتجاهاته، بحيث يمكن التأسيس والبناء عليها؟
ويأتي هذا البحث - إن شاء الله تعالى - إجابة على هذه الأسئلة.
أهداف البحث
كتاب ربنا كفيل لمن تدبره وتأمله بالظفر والنوال، وقد قال تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾ (٢). ومن هنا يرجو الباحث أن يحقق الأهداف التالية:
_________
(١) - سورة فصلت. آية٤٢
(٢) - سورة الأنعام. آية: ٣٨
1 / 5
١ - استخراج وبيان صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم.
٢ - دعم إخواننا الإعلاميين الطامحين لخدمة الإسلام والمسلمين.
٣ - تأسيس منهج قرآني لمؤسساتنا الإعلامية تنبني عليه خطواتها وتحدد على أساسه خططها.
٤ - تصويب ورعاية المسيرة الإعلامية الإسلامية التي نتمنى لها التقدم والترقي حتى يعم بها النفع وينتشر بها الخير.
٥ - بيان وجه من وجوه عظمة كتاب ربنا - سبحانه - ووفائه بمتطلبات البشرية على مر الأزمنة وفي شتى الأمكنة.
٦ - إضاءة جانب من جوانب البحث حول الإعلام الإسلامي لم يتم تناوله من قبل - من وجهة نظر الباحث -.
الدراسات السابقة
الدراسات في الإعلام الإسلامي كثيرة متنوعة، وكما سبق بيانه فإنها تتحدث عن الأصول، والمقومات، والمبادئ، والخصائص، والوسائل، والجوانب التشريعية الفقهية، والجوانب التربوية، ورغم ذلك - وعلى شدة تحري الباحث وتعقبه واطلاعه على عناوين ومضامين رسائل وفهارس جامعات كبيرة كجامعة القاهرة وجامعة الإمام محمد بن سعود ومكتبة الملك فهد الوطنية ومكتبة المصطفى الإليكترونية ومنتدى الكتب المصورة وغيرها - فلم يجد الباحث فيها ما يشبه موضوع دراسته في التفسير الموضوعي لمحاولة استخراج صور الإعلام الإسلامي من القرآن الكريم.
وقد وجدتُ دراسة قامت بها الأخت الباحثة /آلاء أحمد - في الجامعة الإسلامية في غزة الصامدة، بفلسطين المجاهدة، وهي رسالة ماجستير، في كلية أصول الدين، قسم التفسير وعلوم القرآن ٢٠٠٩ م. وكانت بعنوان «الإعلام .. مقوماته .. ضوابطه .. أساليبه .. في ضوء القرآن الكريم .. دراسة موضوعية».
تكلمت فيها الأخت الباحثة - بعد مقدمة عامة عن الإعلام ونشأته وتطوره - تكلمت عن مقومات العملية الإعلامية ومعوقاتها، والضوابط التي يجب مراعاتها بين الإرسال
1 / 6
والتلقي، ثم تكلمت عن الإعلام في زمني السلم والحرب وضوابط كل حالة منهما، كما تكلمت عن أساليب الإعلام القرآني وإعلام الأعداء، وبينت آثار الإعلام القرآني على الأمة في شتى النواحي كترسيخ العقيدة ونشر الأخلاق، وضبط المعاملات. ثم ختمت بحثها بجملة من التوصيات النافعة منها:
١ - أن الإعلام بحاجة للضوابط التي تحكم وترشد العملية الإعلامية
٢ - أن محاكاة أساليب القرآن المختلفة والمتنوعة لها أعمق الأثر في الجمهور المتلقي للرسالة الإعلامية.
٣ - أن الواجب يفرض على وسائل الإعلام الإسلامي مواجهة أساليب الأعداء في التضليل والتشويه، ومنعه من تحقيق أهدافه.
كما وجدت ثلاث رسائل ماجستير بجامعة الإمام محمد بن سعود بكلية الإعلام وهي وإن كانت دراسات في التفسير الموضوعي إلا أنها موضوعات جزئية ومختلفة عن موضوع دراسة الباحث كالتالي:
١ - أسلوب الإعلام الإسلامي في مواجهة الشائعات في ضوء سورة التوبة للباحث عبد الله محمد المجلي إشراف د سيد محمد ساداتي الشنقيطي.
٢ - الأسلوب الإعلامي في القرآن الكريم للباحث محمد محمود سيد أبات إشراف د أحمد حسن فرحات.
٣ - عوامل تأثير الرسالة الإعلامية في ضوء سورة (ق (للباحث محمد عبد الله الخرعان إشراف د سيد محمد ساداتي الشنقيطي.
منهج الدراسة
هذه دراسة في التفسير الموضوعي، تقوم على المنهج الاستقرائي الوصفي، وسوف يلتزم الباحث فيها بالخطوات الآتية:
١ - جمع الآيات القرآنية التي تتحدث عن الموضوع أو تشير لجانب من جوانبه.
٢ - ترتيب الآيات حسب زمن نزولها لما هو معروف من الفروق بين آيات العهد المكي والآيات التي نزلت بالمدينة وما يترتب على ذلك من المعاني والأحكام.
1 / 7
٣ - التفسير الإجمالي للآيات مع الشرح والتوجيه، وذلك بالاستعانة بأمهات كتب التفسير قديمًا وحديثًا.
٤ - استنباط العناصر الأساسية للموضوع، ووضع العناوين الكاشفة.
٥ - الاستدلال بالسنة الصحيحة والآثار الثابتة عن الصحابة والتابعين.
٦ - نقل آراء العلماء المختصين وتوثيق النقول عنهم من مصادرهم الأصلية.
٧ - الالتزام بتوثيق مادة البحث وشواهده.
٨ - إبراز حقائق القرآن الكريم في أسلوب مشرق متسلسل – إن شاء الله تعالى -، وبيان واضح بلا تكلف أو غموض.
٩ - تدوين خلاصة ونتائج ما توصلت إليه الدراسة في الخاتمة.
١٠ - وضع الفهارس العلمية المتنوعة.
1 / 8
هيكل البحث
وقد اقتضت طبيعة البحث تقسيمه إلى مقدمة، وتمهيد، وبابين، وخاتمة، على النحو التالي:
مقدمة
وتشتمل على:
١ - أهمية الموضوع.
٢ - سبب اختيار الموضوع.
٣ - مشكلة البحث.
٤ - أهداف البحث.
٥ - الدراسات السابقة.
٦ - منهج الدراسة.
تمهيد
ويشتمل على:
١ - تعريف التفسير الموضوعي، وأنواعه وأهميته.
الباب الأول
الإعلام، تعريفه ونشأته وتطوره.
وفيه فصول:
الفصل الأول: تعريفات ومقاصد
المبحث الأول: تعريف الإعلام
المبحث الثاني: نشأة الإعلام وتطوره
المبحث الثالث: وسائل الإعلام
المبحث الرابع: التوجهات الحاكمة للإعلام المعاصر
الفصل الثاني: الإعلام الإسلامي
1 / 9
المبحث الأول: تعريفه
المبحث الثاني: دواعي ظهوره
المبحث الثالث: المنطلقات
المبحث الرابع: الأهداف
المبحث الخامس: الوسائل
الفصل الثالث: الإعلام في القرآن
المبحث الأول: القرآن أعظم الوسائل الإعلامية
المبحث الثاني: الدور الإعلامي للرسل الكرام
المبحث الثالث: خصائص الإعلام القرآني
المبحث الرابع: وسائل الإعلام في القرآن
المبحث الخامس: ألفاظ القرآن ذات الدلالات الإعلامية
الباب الثاني
صور الإعلام الإسلامي في القرآن الكريم
وفيه فصول:
الفصل الأول: الإعلام العقدي في القرآن
المبحث الأول: تعريف الإعلام العقدي
المبحث الثاني: أهداف الإعلام العقدي في القرآن
المبحث الثالث: صور الإعلام العقدي في القرآن وتطبيقاته
الفصل الثاني: الإعلام السياسي في القرآن
المبحث الأول: تعريف الإعلام السياسي في القرآن
المبحث الثاني: أهداف الإعلام السياسي في القرآن
المبحث الثالث: صور الإعلام السياسي في القرآن وتطبيقاته
1 / 10
الفصل الثالث: الإعلام العسكري في القرآن
المبحث الأول: تعريف الإعلام العسكري في القرآن
المبحث الثاني: أهداف الإعلام العسكري في القرآن
المبحث الثالث: صور الإعلام العسكري في القرآن وتطبيقاته
الفصل الرابع: الإعلام الاجتماعي في القرآن
المبحث الأول: تعريف الإعلام الاجتماعي في القرآن
المبحث الثاني: أهداف الإعلام الاجتماعي في القرآن
المبحث الثالث: صور الإعلام الاجتماعي في القرآن وتطبيقاته
الفصل الخامس: الإعلام الاقتصادي في القرآن
المبحث الأول: تعريف الإعلام الاقتصادي في القرآن
المبحث الثاني: أهداف الإعلام الاقتصادي في القرآن
المبحث الثالث: صور الإعلام الاقتصادي في القرآن وتطبيقاته
الفصل السادس: الإعلام الثقافي في القرآن
المبحث الأول: تعريف الإعلام الثقافي في القرآن
المبحث الثاني: أهداف الإعلام الثقافي في القرآن
المبحث الثالث: صور الإعلام الثقافي في القرآن وتطبيقاته
الخاتمة:
وتشتمل على أهم النتائج التي توصلت إليها من خلال البحث
التوصيات
الفهارس العلمية
والله من وراء القصد، لا رب سواه ......... كتبه عاطف إبراهيم المتولي رفاعي
1 / 11
تمهيد
1 / 12
تعريف التفسير الموضوعي، وأنواعه وأهميته:
قبل الكلام عن التفسير الموضوعي، وأنواعه، وأهميته، لابد لنا أولًا من التعريف بهذا النوع من التفسير.
وكما هو واضح فهذا المصطلح التفسيري مركب من جزأين، نُعَرِّفُهُما أولًا، كلًا على حدة، ومن ثم نعرف بهما مجتمعين كمصطلح على نوع بعينه من أنواع التفسير.
التفسير لغة: من الفَسْرِ وهو الإبانة، وكشف المُغَطَّى (١). ويقولون فَسَر الشيء فَسْراَ: وضحه، ومثله فسَّر الشيءَ: وضحه، وفسَّر آيات القرآن: شرحها ووضَّح ما تنطوي عليه من معانٍ وأسرار (٢).
التفسير اصطلاحًا: تعددت في معناه أقوال العلماء (٣) وأقربها وأجمعها اختيار العلامة الزرقاني ﵀ أنه:"علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية" (٤).
والموضوع لغةً: من الوضع؛ وهو جعل الشيء في مكان ما، سواء أكان ذلك بمعنى الحط والخفض، أو بمعنى الإلقاء والتثبيت في المكان، تقول العرب: ناقة واضعة: إذا رعت الحمض حول الماء ولم تبرح (٥)، وهذا المعنى ملحوظ في التفسير الموضوعي، لأن المفسر يرتبط بمعنى معين لا يتجاوزه إلى غيره حتى يفرغ من تفسير الموضوع الذي أراده (٦).
_________
(١) - القاموس المحيط: باب الراء فصل الفاء مع السين / ٥٨٧. الطبعة الثانية ١٩٨٧م - مؤسسة الرسالة - بيروت - لبنان
(٢) - المعجم الوسيط: باب الفاء مع السين والراء. ٢/ ٦٨٨. الطبعة الثانية ١٩٨٩م - مؤسسة دار الدعوة - إستنبول - تركيا
(٣) - الإتقان: ٦/ ٢٢٦٥. النوع السابع والسبعون في معرفة تفسيره وتأويله- طبعة مجمع الملك فهد - المملكة العربية السعودية.
(٤) - مناهل العرفان: ٢/ ٦. المبحث الثاني عشر في التفسير والمفسرين- طبعة دار الكتاب العربي.
(٥) - المعجم الوسيط: باب الواو مع الضاد والعين. ٢/ ١٠٣٩و١٠٤٠.
(٦) - مباحث في التفسير الموضوعي: ١٥. د مصطفى مسلم - الطبعة السادسة ٢٠٠٩م - دار القلم -دمشق - سوريا.
1 / 13
تعريف التفسير الموضوعي: تعددت تعاريف الباحثين المعاصرين له، ولعل أجمعها وأرجحها قولهم: "هو علم يتناول القضايا حسب المقاصد القرآنية من خلال سورة أو أكثر .. " (١)
أنواع التفسير الموضوعي:
ويمكن حصر أنواع هذا التفسير في ثلاثة أنواع:
الأول: التفسير الموضوعي للمصطلح القرآني: بحيث يختار الباحث لفظة أو مصطلحًا، تتكرر في القرآن كثيرًا، فيتتبعها من خلال القرآن، ويأتي بمشتقاتها، ويستخرج منها الدلالات واللطائف.
الثاني: التفسير الموضوعي لموضوع قرآني: بحيث يختار الباحث موضوعًا من القرآن، له أبعاده الواقعية في الحياة، أو العلم، أو السلوك .....، مما يفيد المسلمين منه ويشكّل منه موضوعا معينا، يخرج بخلاصة تساعد على حل مشاكل المسلمين ومعالجة أمورهم - ومن هذا النوع البحث الذي بين أيدينا - وهذا النوع من التفسير الموضوعي هو المشهور في عرف أهل الاختصاص وإذا أطلق اسم (التفسير الموضوعي) فلا يكاد ينصرف الذهن إلا إليه.
الثالث: التفسير الموضوعي للسور القرآنية: حيث يبحث في هذا النوع عن الهدف الأساسي في السورة الواحدة، ويكون هذا الهدف هو محور التفسير الموضوعي في السورة (٢).
_________
(١) - المرجع السابق: ١٦.
(٢) - مباحث في التفسير الموضوعي: ٢٣: ٢٨ بتصرف.
1 / 14
أهمية التفسير الموضوعي: (١)
التفسير الموضوعي هو تفسير العصر والمستقبل معًا، وهذا التفسير يحقق للمسلمين فوائد عديدة من حيث صلتهم بالقرآن وتعرفهم على مبادئه وحقائقه، وتشكيل تصوراتهم وتكوين ثقافتهم، ومن حيث عملهم على إصلاح أخطائهم وتكوين مجتمعاتهم، والوقوف أمام أعداء الإسلام. وتبرز أهمية التفسير الموضوعي في:
١ - حل مشكلات المسلمين المعاصرة، وتقديم الحلول لها، على أسس حث عليها القرآن الكريم.
٢ - تقديم القرآن الكريم، تقديمًا علميًا منهجيًا لإنسان هذا العصر، وإبراز عظمة هذا القرآن، وحسن عرض مبادئه وموضوعاته.
٣ - بيان مدى حاجة الإنسان المعاصر إلى الدين عمومًا، وإلى الإسلام خصوصًا، وإقناعه بأن القرآن هو الذي يحقق له حاجاته.
٤ - الوقوف أمام أعداء الله وتفنيد آرائهم وأفكار الجاهلية.
٥ - عرض أبعاد ومجالات آفاق جديدة لموضوعات القرآن، وهذه الأبعاد تزيد إقبال المسلمين على القرآن.
٦ - إظهار حيوية وواقعية القرآن الكريم، حيث إنه مُصْلِح لكل زمان ومكان فلا ينظر الباحثون إلى موضوعات القرآن على أنها موضوعات قديمة، نزلت قبل خمسة عشر قرنا، وإنما يعرضونها في صورة علمية واقعية، تناقش قضايا ومشكلات حية.
_________
(١) - المدخل إلى التفسير الموضوعي: ٤٠: ٥٠ بتصرف. د عبد الستار فتح الله سعيد. الطبعة الثانية ١٩٩١. دار التوزيع والنشر الإسلامية / مباحث في التفسير الموضوعي: ٣٠: ٣٣ بتصرف. / التفسير الموضوعي بين النظرية والتطبيق: ٥٦: ٥٨ بتصرف. د صلاح عبد الفتاح الخالدي. الطبعة الثانية ٢٠٠٨. دار النفائس للنشر والتوزيع.
1 / 15