309

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

Издатель

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Издание

الأولى

Год публикации

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Место издания

الرياض

Жанры

من عداد الدراويش.
ولقد صارت من نتائج هذا التّبنّي مْنك ومن أمثالك لعلوم الغرب الترويج لهذه البضائع الكاسدة الفاسدة حيث لما فُتنتم بها مزجتموها مزجًا مع كلام الملك العظيم سبحانه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، والذي هو صفة من صفاته، وفضله على سائر الكلام كفضل من تكلم به سبحانه على خلقه.
فكون الأرض على شكل الكرة تكلم بذلك أهل العلم من السلف قبل وجود علمك هذا وقبل وجود أهله ونقلوا الإجماع على ذلك.
فكلام شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك مشهور وقد نقل الإجماع الذي ذكره ابن المنادي على ذلك، كذلك تكلم في ذلك ابن القيم في مفتاح دار السعادة وغيره.
وقد كان الصحابة ﵃ يعرفون ذلك من قوله تعالى: (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ) والتكوير إنما يكون على الجسم المستدير.
كذلك فإن هذه الآية تدل على تكوير السماء، وقد تقدم ذلك.
والمراد هنا أن الأمة في غُنْية عن هؤلاء وعلومهم، وإن غايتهم إذا اكتشفوا من هذه المخلوقات شيئًا على هيئته بعد فناء الأعمار وإفساد العقول والأفكار فغايتهم أن يعرفوا هذا المخلوق على ما هو عليه، وليس

1 / 310