ثابتًا كما حدث ساعة الخلق، وبذلك لا يكون النهار خلفة الليل ولا الليل خلفة النهار، ولكن لكي يأتي الليل والنهار يخلف كل منهما الآخر، فلابد أن يكون هناك دوران للأرض لتحدث حركة تعاقب الليل والنهار، فثبوت الأرض منذ بداية الخلق لا يجعل الليل والنهار يتعاقبان، ولكن حركة دوران الأرض حول نفسها هي التي ينتج عنها هذا التعاقب أو هذه الخلفة التي أخبرنا الله ﷾ بها إذن فقول الحق ﷾: (وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً) يحمل معنيين المعنى الأول: أنهما خلقا معًا، فلم يسبق أحدهما الآخر، وهذا إخبار لنا من الله ﷾ بأن الأرض كروية، والمعنى الثاني: أن الأرض تدور حول نفسها، وبذلك يتعاقب الليل والنهار).
أنظر كيف تُغضب معاني كلام الله لِمُجاراة هذه العلوم الضالّة المضلّة يقول: (إذن فلا بد أن يكون الليل والنهار قد وُجِدا معًا ساعة الخلق في الأرض بحيث أصبح كل منهما خلفة للآخر، ثم يقول مجاراة لعلوم القوم: ولو أن الأرض ثابتة لا تدور حول نفسها وَوُجد الليل والنهار معًا ساعة الخلق فلن يكونا خلفة ولن يخلف أحدهما الآخر بل يظل الوضع ثابتًا كما حدث ساعة الخلق).