166

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

Издатель

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Место издания

الرياض

Жанры

الكنيسة
بدأت هذه العلوم التجريبية الحديثة في بلاد الغرب على أصول تقدم ذكرها مثل عدم الإيمان بغير المحسوس الذي المراد الأعظم منه جحد مكوِّن لهذه المكوِّنات ومُوجدٍ لهذه الموجودات فأول خطوة خَطَوْها وأكبر أصل أصَّلوْ أن لا خالق للكون، فنظروا في الكون على هذا المقتضى، ولا تسأل عن ضلال مَنْ دين أبي جهل أحسن منه لأن أبا جهل داخل في قوله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ).
أبو جهل يقر بوجود الرب ﷿ وأنه خالقه ورازقه بل ويعبده لكنها عبادة شركية لا تنفعه.
أما هؤلاء فكما رأيت أصولهم، فهم معطلة دهرية، والمراد هنا أن أرباب الكنائس النصرانية علموا أن أرباب العلوم التجريبية معطلة جاحدون للخالق وعملوا أيضًا أنهم يقولون: الأرض على شكل الكرة وأنها تدور، فقامت قائمة الكنائس عليهم لأنهم أقرب منهم إلى الحق وإن كانوا كفارًا فما زالوا على إقرار بالربوبية والنبوات وبقية كتب أنبيائهم عندهم، ورغم تحريفها ففيها ما لم يحرف من معرفة الخالق والنبوة ونحو ذلك، فالمشرك خير من المعطّل الملحد الدهري.

1 / 167