161

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

Издатель

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Место издания

الرياض

Жанры

بتسجيل الأعمال التي تعاد يوم القيامة، وإن صاحب كتاب توحيد الخالق ليؤدي خدمات جليلة لأعداء الله مع خطورة كلامه في الدين.
فقوله: فلماذا سجّلت الأعمال إذن؟ بعد قوله: كل عمل محفوظ مسجل على صفحة الوجود ثم قوله: سُجِّلَتْ الأعمال لإعادة عرضها ولكن لا نرى الإعادة في الدنيا إذًا لا بد أن العرض سيكون بعد هذه الحياة.
هذا الكلام خلاف ما جاء عن الله وعن رسوله فقد أخبر سبحانه في كتابه العزيز عن الملائكة الحفظة كما قال تعالى: (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ)، وقال تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، وغير ذلك مما يبين أن تسجيل الأعمال والأقوال وظيفة الملائكة ليس سجل الكون وكتاب الوجود وصفحة الوجود كما يزعم صاحب كتاب توحيد الخالق.
ليعلم صاحب كتاب توحيد الخالق وأمثاله من المبهورين بما فُتح على أعداء الله من هذه الفتن والخوارق أن هذا ابتلاء من الله ﷿، ونحن ولله الحمد على يقين أن هؤلاء الكفرة لن يعدو قدْرهم.
وأما عن الرسول ﷺ فأخبر كذلك بالحفظة وأنهم يتعاقبون علينا في صلاة الفجر وصلاة العصر (١).

(١) رواه البخاري عن أبي هريرة مرفوعًا (٣/ ١١٧٨).

1 / 162