113

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

الفرقان في بيان إعجاز القرآن

Издатель

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Место издания

الرياض

Жанры

ومن الأمثلة أيضًا ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية عن استواء الله على العرش بعد خلقه السموات والأرض في ستة أيام فذكر ألوف السنين، قال ﵀: وقد أخبر أنه استوى عليه (يعني العرش) لما خلق السموات والأرض في ستة أيام وأخبر بذلك عند إنزال القرآن على محمد ﷺ بعد ذلك بألوف السنين، (ولم يذكر الملايين والبلايين). انتهى (١).
وتتميمًا للفائدة وإن كان الذي سوف أذكره من كلام شيخ الإسلام ليس هو موضوع البحث لكن قد يتساءل الناظر في الآيات الواردة في ذكر استواء الرب سبحانه على عرشه بعد خلق السموات والأرض فيقول في نفسه: أين كان سبحانه قبل ذلك؟ أو يتخيل أن يكون الله داخلًا في المخلوقات أثناء خلقها أو بعد خلقها فهذا كله باطل، فقد ذكر شيخ الإسلام في موضع آخر من فتاويه أن الرب سبحانه كان عالٍ على العرش قبل خلق السموات والأرض وإنما حصل الاستواء عليه بعد خلق السموات والأرض.
والمراد هنا ذكر الأزمنة والمسافات وأن السلف لم يتلاعب بهم الشيطان كما تلاعب بعقول هؤلاء.

(١) الفتاوى ٥/ ٥٧٩.

1 / 114