The Connectors and Disconnectors in the Holy Quran
الفصل والوصل في القرآن الكريم
Издатель
منشأة المعارف بالإسكندرية
Номер издания
الثانية
Жанры
أَجْرُهُمْ﴾ "بالفاء" ﴿الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ﴾ ١.
يقول الزمخشري: الموصولة لم تضمن معنى الشرط وضمنته المفصولة -والفرق بينهما من جهة المعنى أن الفاء فيهما دلالة على أن الإنفاق به استحق أجرهم عند ربهم"٢.
وقد تجيء الجملة موصولة برابط واحد في مكانين مع:
تقديم وتأخير يقتضيه السياق:
وذلك في قوله تعالى في سورة يونس: ﴿وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ﴾ ٣، وفي سورة سبأ: ﴿عَالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ﴾ ٤، وحق السماء أن تقدم على الأرض -ولكنه تعالى- لما ذكر شهادته على شئون أهل الأرض وأحوالهم وأعمالهم ووصل بذلك قوله: ﴿لا يَعْزُبُ عَنْهُ﴾ لازم ذلك أن قدم الأرض على السماء، على أن العطف بالواو حكمه حكم التثنية"٥.
وقد تجيء موصولة برابطين لاختلاف القصد في المرتين:
وذلك في قوله تعالى في سورة الأنعام: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا
١ البقرة: ٢٧٤. ٢ الكشاف ١/ ٣٩٤. ٣ يونس: ٦١. ٤ سبأ: ٣. ٥ الكشاف ٢/ ٢٤٣ ومثلها قوله تعالى: ﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ﴾ [الشعراء: ٢٠٨]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ﴾ [الحجر: ٤]، انظر الكشاف ٣/ ١٣٠، وقوله تعالى: ﴿يُذَبِّحُونَ﴾ في سورة البقرة - ٤٩، ﴿ويُذَبِّحُونَ﴾ في سورة إبراهيم - ١٤، وانظر الكشاف ٢/ ٣٦٨ وما بعدها.
1 / 130