الإعراب المحيط من تفسير البحر المحيط
الإعراب المحيط من تفسير البحر المحيط
Жанры
أحدها: أن تكون صفة لما، إذا جعلنا ما بدلًا من مثل، ومثلًا مفعول بيضرب، وتكون ما إذ ذاك قد وصفت باسم الجنس المتنكر لإبهام ما، وهو قول الفراء. الثاني: أن تكون بعوضة عطف بيان، ومثلًا مفعول بيضرب. الثالث: أن تكون بدلًا من مثل. الرابع: أن تكون مفعولًا ليضرب، وانتصب مثلًا حالًا من النكرة مقدمة عليها. والخامس: أن تكون مفعولًا ليضرب ثانيًا، والأول هو المثل على أن يضرب يتعدى إلى اثنين. والسادس: أن تكون مفعولًا أول ليضرب، ومثلًا المفعول الثاني. والسابع: أن تكون منصوبًا على تقدير إسقاط الجار، والمعنى ﴿أن يضرب مثلًا﴾ ما بين ﴿بعوضة فما فوقها﴾، وحكوا له عشرون ما ناقة فجملًا، ونسبه ابن عطية لبعض الكوفيين، ونسبه المهدوي للكوفيين، ونسبه غيرهما للكسائي والفراء، ويكون: مثلًا مفعولًا بيضرب على هذا الوجه، وأنكر هذا النصب، أعني نصب بعوضة على هذا الوجه، أبو العباس. وتحرير نقل هذا المذهب: أن الكوفيين يزعمون أن ما تكون جزاء في الأصل وتحول إلى لفظ الذي، فينتصب ما بعدها، سواء كان نكرة أم غير نكرة، ويعطف عليه بالفاء فقط، وتلزم ولا يصلح مكانها الواو، ولا ثم، ولا أو، ولا لا، ويجعلون النصب في ذلك الاسم على حذف مضاف، وهو بين. فلما حذف بين، قام هذا مقامه في الإعراب. ويقدرون الفاء بإلى، وقد جاء التصريح بها في بعض المواضع. حكى الكسائي عن العرب: مطرنا مازبالة فالثعلبية، وما منصوبة بمطرنا. وحكى الكسائي والفراء عن العرب: هي أحسن الناس ما قرنا، وانتصاب ما في هذه المسألة على التفسير، وتقول: هي حسنة ما قرنها إلى قدمها. قال الفراء: أنشدنا أعرابي من بني سليم:
يا أحسن الناس ما قرنا إلى قدم
ولا حبال محب واصل تصل
1 / 101