123

Полная биография шейха аль-Ислама Ибн Таймии на протяжении семи веков и дополнительный том

الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون وتكملة الجامع

Издатель

دار عطاءات العلم ودار ابن حزم(الرياض)

Номер издания

السادسة (الأولى لدار ابن حزم)

Год публикации

1440 AH

Место издания

الرياض وبيروت

Жанры

فاليونُسية: يتألهون شيخَهم، ويجعلونه مظهرًا للحق، ويستهينون بالعبادات، ويظهرون بالفَرْعَنة والصَّوْلةِ، والسفاهة والمُحالات، لِمَا وَقَرَ في بواطنهم من الخيالات الفاسدة، وقِبْلَتُهُمُ الشيخُ يونُس.
ورسولُ الله ﷺ والقرآن المجيد عنهم بمعزِلٍ، يُؤمنون به بألسنتهم، ويكفرون به بأفعالهم.
وكذلك الاتحاديةُ، يجعلون الوجودَ مَظْهَرًا للحق، باعتبار أن المُتحرِّك في الكون سواه، والناطق في الأشخاص غيرُه، وفيهم مَنْ لا يفرق بين الظاهر والمظهر، فيجعلُ الأمرَ كموجِ البحر، فلا يُفرّقُ بين عين الموجة وبين عين البحر، حتى إن أحدهم يتوهَّم أنه الله، فينطق على لسانه، ثم يفعل ما أراد من الفواحش والمعاصي لأنه يعتقد ارتفاعَ المثنوية، فمَنِ العابد ومَنِ المعبود؟ صار الكلُّ واحدًا! ! اجتمعنا بهذا الصنف في الرُّبُط والزوايا! !
فأنتم بحمد الله قائمون في وجه هؤلاء أيضًا تنصرون الله ورسوله، وتذبُّون عن دينه، وتعملون على إصلاح ما أفسدوا وعلى تقويم ما عَوَّجوا، فإن هؤلاء مَحَوْا رَسْمَ الدِّين وقَلعوا أثره، فلا يُقال: أفسدوا ولا عَوَّجوا بل بالغوا في هدم الدِّين ومَحْوِ أثَرِهِ، ولا قُربةَ أفضلُ عند الله من القيام بجهاد هؤلاء بِمهما أمكن، وتبيين مذاهبهم للخاص والعام، وكذلك جهاد كل من ألحد في دين الله وزاغ عن حدوده وشريعته، كائنًا في ذلك ما كان من فتنة وقول، كما قيل:
إذا رَضِيَ الحبيبُ فلا أُبالي ... أقام الحيُّ أم جَدَّ الرَّحيل
وبالله المستعان.

1 / 132