القول المبين في سيرة سيد المرسلين

Мухаммад Аль-Тайиб Аль-Наджар d. 1411 AH
83

القول المبين في سيرة سيد المرسلين

القول المبين في سيرة سيد المرسلين

Издатель

دار الندوة الجديدة بيروت

Место издания

لبنان

Жанры

الضخم من الواقع المشرف يزهدنا في هذه الروايات وأشباهها. ونحن نزيد على ما قاله الشيخ الغزالي فنقول: إن معظم الكتب الأصلية في التاريخ والسيرة وكتب السنة الصحيحة لم تذكر هذه الإرهاصات فيما ذكرت من سائر الإرهاصات والمعجزات١ التي رويت عن الرسول ﷺ. ومثل هذه الحوادث الخطيرة لا يمكن إغفالها إذا وقعت. ولو أن أعداء الإسلام رأوها لما أنكروها. بل كانوا يسجلونها في كتبهم التي أرخوا فيها لتلك الفترة ويقولون عنها: إنها ترجع إلى أسباب كونية وعوامل طبيعية، ويحاولون أن يلتمسوا لها أي تعليل يخرج بها عن إثبات الفضل لمحمد ﷺ ولدينه، ولكن شيئًا من ذلك لم يكن٢، وبهذا يصبح واضحًا أن مثل هذه الروايات لا تحمل من أسباب القوة٣ ما يجعلنا نطمئن إليها ونرجح وقوعها.

١ أما كتب السنة الصحيحة، فلم تذكر نعم، لضعف السند، وأما ادعاءه أن ذلك ليس في الكتب الأصلية!!. فما أدري إن كان يوجد أصل من هذه الكتب التي ذكرت في التاريخ والسيرة، كالبداية، ودلائل النبوة، وغير ذلك ما ذكر فيما مضى. وأزيد هنا "المواهب اللدنية" ١/ ١٣٠ للقسطلاني وزاد نسبته لابن عساكر، ونقل كلامًا يفيد اعتماد الحكاية -والصواب عدم اعتمادها- عند ابن ظفر وابن سيد الناس اليعمري. ٢ هذا يحتاج لاستقراء كبير وتتبع بالغ، ونفي العلم بالشيء لا ينفي الحصول وما أدري ما يضر المؤلف والغزالي إذا ما ثبت تلك الحوادث؟. ٣ نعم، لا تحمل أسباب القوة الإسنادية فنطمئن إليها، ولكن كذلك لا تحمل ما يجعلنا ننكرها، فليفهم.

1 / 86