فصل [في بيان أن من أشراط الساعة ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]
والتهاون بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أشراط الساعة، وقد جاء في ذلك عدة أحاديث.
الأول: منها عن حذيفة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ «من اقتراب الساعة اثنتان وسبعون خصلة» فذكر الحديث بطوله، وفيه ويقل الأمر بالمعروف رواه أبو نعيم في الحلية.
الحديث الثاني عن علي ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ «كيف بكم إذا فسق فتيانكم، وطغى نساؤكم؟» قالوا: يا رسول الله، وإن ذلك لكائن قال: «نعم وأشد كيف أنتم، إذا لم تأمروا بالمعروف، ولم تنهوا عن المنكر؟» قالوا: يا رسول الله، وإن ذلك لكائن قال: «نعم وأشد، كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن المعروف» قالوا: يا رسول الله، وإن ذلك لكائن قال: «نعم وأشد. كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرًا والمنكر معروفًا» قالوا: يا رسول الله، وإن ذلك لكائن قال: «نعم» رواه رزين.
الحديث الثالث عن أنس بن مالك ﵁ قال: قيل يا رسول الله، متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: «إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم» قلنا: يا رسول الله، وما ظهر في الأمم قبلنا؟ قال: «الملك في صغاركم، والفاحشة في كباركم والعلم في رذالتكم» رواه ابن ماجة.
قال في الزوائد: وإسناده صحيح رجاله ثقات.
قال ابن ماجة: قال زيد - يعني ابن يحيى بن عبيد الخزاعي