Блаженство и успех в понимании целей брака
السعادة والفلاح في فهم مقاصد النكاح
Номер издания
الأولى
Год публикации
١٤٤٢ هـ - ٢٠٢١ م
Жанры
الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» (^١).
وهذا المقصد مشترك بين الزوجين على حد سواء، ومنافعه عائدة للزوجين كليهما.
وعليه فيجب على الزوجين أن يعلما أن كل واحد منهما له فضل على الآخر في إيجاد الذرية، ولا يحل لأي واحد منهما أن يرى له فضلًا في ذلك ليس للآخر، وبفهم هذه الحقيقة يحصل التعاون بينهما لحمل هذه المسئولية، ومن ثم يخف القيام بهذا الحمل الثقيل لتعاون الزوجين. وذلك بعكس ما لو تخلى أحدهما فإن الآخر سيقوم بحمله وحمل غيره، فيثقل عليه ذلك وربما عجز عنه فيقع الضرر ويحدث الفساد الذي نشاهد آثاره تزداد يومًا بعد يوم. وهذه الحقيقة هي التي فهمتها الصحابية الجليلة خولة بنت ثعلبة ﵂ لما ظاهر منها زوجها وجاءت تشتكي إلى النبي ﷺ فقالت: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لِي مِنْهُ أَوْلَادًا؛ إِنْ ضُمَمْتُهُم إِلَيَّ جَاعُوا وِإِنْ ضَمَّهُم إِلَيْهِ ضَاعُوا... (^٢).
ففهمت ﵂ أن تربية الأولاد والقيام عليهم لا يتم إلا بتعاون الزوجين، وأنها بدون ذلك - لفراق أو شقاق - يقع الضرر على الأولاد بالجوع والضياع. فإذا كان هذا في الزمن الأول الصالح، فكيف بنا
_________
(^١) صحيح مسلم برقم (١٦٣١).
(^٢) هذه الرواية ذكرها البغوي في تفسيره الوسيط (٨/ ٤٧)، وأصل الحديث ثابت، أخرجه أحمد في مسنده (٤٠/ ٢٢٨) برقم (٢٤١٩٥)، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.
1 / 8