السيرة النبوية - راغب السرجاني
السيرة النبوية - راغب السرجاني
Жанры
قصة إسلام أبي ذر الغفاري
كانت قصة إسلام أبي ذر الغفاري ﵁ وأرضاه قصة لطيفة طويلة، سآخذ منها ما يفيد الموضوع.
أخذ سيدنا علي بن أبي طالب أبا ذر الغفاري ليعرفه على رسول الله ﷺ، وعلي أيضًا كان في منتهى الحرص، كان يقول لـ أبي ذر: إن رأيت شيئًا أخاف عليك منه قمت كأني أريق الماء، أي: أتبول، وفي رواية: كأني أصلح نعلي، فأخذه وذهب به لمقابلة رسول الله ﷺ في البيت الحرام أثناء الطواف ليلًا، لم يذهب به إلى دار الأرقم فهو لم يطمئن إليه بعد، وأبو ذر من قبيلة غفار المشهورة بقطع الطريق، فهو فعلًا أمره غير مأمون إلى أن يستوثق تمامًا من إيمانه، فعندما ذهب أبو ذر يكلم الرسول ﷺ سأله أولًا: من أين أنت؟ فقال أبو ذر: من غفار هنا الرسول ﷺ شعر بالقلق، يقول أبو ذر: (فوضع رسول الله ﷺ يده على وجهي، فقلت في نفسي: كره أن انتميت إلى غفار) يعني: عرف الرسول ﷺ أن أبا ذر من قبيلة خطيرة، ومع ذلك وضح له أمر الإسلام، لكن لم يعرفه على خبيئة من خبايا المسلمين الموجودة في مكة؛ حرصًا وحذرًا، وحسًا أمنيًا راقيًا عند رسول الله ﷺ.
5 / 13