219

Биография Пророка, как изложено в достоверных хадисах

السيرة النبوية كما جاءت في الأحاديث الصحيحة

Издатель

مكتبة العبيكان

Номер издания

الأولى

Год публикации

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

Жанры

الدرجة بلغ الخوف من القوم؟! ألهذه الدرجة صحراء العرب موحشة وقاسية على هذا النبى ﷺ وعلى أصحابه المساكن؟! كأنهم سيتحالفون مع الموت .. مع الفناء .. أما لهم عقول! .. أم تحولوا إلى صخور؟ ومع ذلك لا يأس .. يعود ويداه خالية منهم .. وهمُّ العالم يدور برأسه .. يعود إلى بيته حيث لا خديجة .. لا زوجة تمسح الجراح .. تبادله الحب والحنان .. يتذكر خديجة في بيته الذي يفتقدها .. يتذكر خمسة وعشرين عامًا من الحب عاشها معها .. ولا يعرف من تلك الطاهرة إلا ما يثلج صدره ويبهجه .. ما ذكر امرأة غيرها .. ولا طرق بابًا للزواج بعدها .. كأنها لم تمت .. لكن إرادة الله كانت وحيًا في المنام .. ورؤيا الأنبياء وحي ينتصب حقيقة على الأرض .. فما الذي جرى في المنام. فتاة وحرير كان ﷺ نائمًا .. فجاءه في المنام رجل مرتين .. يحمل ابنة صاحبه الصديق أبي بكر عائشة ﵂. يحملها (في سرقة من حرير (١) فيقول: هذه امرأتك. فأكشفها فإذا هي أنت (٢). فأقول: إن كان هذا من عند الله يمضه) (٣). الزواج بعائشة وسودة كانت هذه الرؤيا وحيًا من الله مَنَّ به على رسول الله ﷺ .. فضلًا منه لم يسع إليه ﷺ .. بل ساقه إليه .. تقول عائشة ﵂: (لما

(١) قطعة حسنة من الحرير. (٢) يخاطب ﷺ في هذا الحديث زوجته عائشة ﵂. (٣) حديث صحيح. رواه البخاري (٥/ ١٩٥٣). ومعنى يمضه: أي يتمه.

1 / 221