203

القول المفيد على كتاب التوحيد

القول المفيد على كتاب التوحيد

Издатель

دار ابن الجوزي

Номер издания

الثانية

Год публикации

محرم ١٤٢٤هـ

Место издания

المملكة العربية السعودية

Жанры

الثامنة عشرة: أن هذا علم من أعلام النبوة، لكونه وقع كما أخبر.

والإباحة، ولكنه للتحذير، كما قال الرسول ﷺ " ستفترق هذه الأمه إلى ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار، إلا واحدة "١ وقال: " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير ... "٢ الحديث، وقال: " إن الظعينة تذهب من كذا إلى كذا لا تخشى إلا الله "٣ وما أشبه ذلك من الأمور التي أخبر النبي ﷺ عن وقوعها مع تحريمها.
الثامنة عشرة: أن هذا علم من أعلام النبوة لكونه وقع كما أخبر: يعني اتباع سنن من كان قبلنا. فإن قال قائل: إن النبي ﷺ قد خطب الناس بعرفة، وقال: " إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب "٤ فكيف تقع عبادته؟
فالجواب: أن إخبار النبي ﷺ بيأسه لا يدل على عدم الوقوع، بل يجوز أن يقع، على خلاف ما توقعه الشيطان، لأن الشيطان لما حصلت الفتوحات، وقوي الإسلام، ودخل الناس في دين الله أفواجا؛ يئس أن يعبد سوى الله في هذه الجزيرة، ولكن حكمة الله تأبى إلا أن يكون ذلك، وهذا نقوله ولا بد، لئلا يقال: إن جميع الأفعال التي تقع في الجزيرة العربية، لا يمكن أن تكون شركا، ومعلوم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب

١ سبق (ص ٤٣) .
٢ رواه: البخاري معلقا بصيغة الجزم (كتاب الأشربة، باب فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه، ٤/١٣) .
٣ من حديث عدي بن حاتم، رواه: البخاري (كتاب المناقب، باب علامات النبوة، ٢/ ٥٢٧) .
٤ من حديث جابر، رواه: مسلم (كتاب صفات المنافقين، باب تحريش الشيطان، ٤/ ٢١٦٦) .

1 / 210